لمَّا اطمأن َّ رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بالمدينة و اجتمع إليه
إخوانه من المهاجرين و اجتمع أمر الأنصار ، استحكم أمر الإسلام فقامت
الصلاة و فرضت الزكاة و الصيام و قامت الحدود و فرض الحلال و الحرام .
و قد رسول الله – صلى الله عليه و سلم – إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين
مواقيتها بغير دعوة ، فهم رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أن يجعل لها
بوقا ً كبوق اليهود الذي يدعون به لصلاتهم ، ثم أمر بالناقوس فنُحِت ليضربه
للمسلمين للصلاة .
فبينما هم على ذلك إذ رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه الخزرجى النداء ،
فأتى رسول َ الله – صلى الله عليه و سلم – فقال له : يارسول الله ، انه طاف
بي في هذه الليلة طائف ، مر َّ بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا ً في
يده فقلت له : يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس ؟ قال : و ما تصنع به ؟ قلت :
ندعو به إلى الصلاة ، فقال : ألا أدلك على خير من ذلك ؟ قلت : و ما هو ؟
قال : تقول ” الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد ألا إله إلا
الله أشهد ألا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا ً رسول الله أشهد أن محمدا ً
رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ،
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ” فلما أخبر بها رسول َ الله – صلى
الله عليه و سلم – قال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألقها
عليه فليؤذن بها فإنه أندى منك صوتا ً .