قال ابن القيم و هو يذكر هذه المراتب :
الأولى : الرؤيا الصادقة ، و كانت مبدأ وحيه صلى الله عليه و سلم .
الثانية : ما كان يلقيه الملك في روعه و قلبه من دون أن يراه .
الثالثة : إنه صلى الله عليه و سلم كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه حتى
يعي عنه ما يقول له ، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا .
الرابعة : أنه كان يأتيه مثل صلصلة الجرس ، و كان أشده عليه ، فيلتبس به
الملك ، حتى أن جبينه ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد ، و حتى أن راحلته
لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبها .
الخامسة : إنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها ، و هذا وقع عليه مرتين كما ذكر الله ذلك في سورة النجم .
السادسة : ما أوحاه الله إليه ، و هو فوق السموات ليلة المعراج من فرض الصلاة و غيرها .
السابعة : كلام الله له منه إليه بلا واسطة ملك كما كلم الله موسى بن عمران
– عليه السلام – و هذه المرتبة هي ثابتة لموسى قطعا بنص القرآن ، و ثبوتها
لنبي الله محمد صلى الله عليه و سلم هو في حديث الإسراء .
و قد زاد بعض العلماء مرتبة ثامنة : و هي تكليم الله له كفاحا من غير حجاب ، و هي مسألة خلاف بين السلف
و الخلف .