منتديات التصميم و التطوير و المساعدة
قيمة الحياة..  73990
منتديات التصميم و التطوير و المساعدة
قيمة الحياة..  73990
منتديات التصميم و التطوير و المساعدة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قيمة الحياة..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
RADIA
☆ الإدِارهـَ ☆
☆ الإدِارهـَ ☆
RADIA


الجنس : انثى
الدولة : قيمة الحياة..  Female25
المهنة : قيمة الحياة..  Collec10
احترام قوانين المنتدى : قيمة الحياة..  2z7kjh2
نوع المتصفح : قيمة الحياة..  03_12_1213545640002
نسخة المنتدى : قيمة الحياة..  03_12_1213545640007
عدد المساهمات : 9681
نقاط النشاط : 40483
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 26/10/2012
فريقك المفضل : قيمة الحياة..  205388

قيمة الحياة..  Empty
مُساهمةموضوع: قيمة الحياة..    قيمة الحياة..  Emptyالأحد ديسمبر 30, 2012 12:45 am

أذكر
في أحد الأيام في الجامعة أنا كنا نناقش زراعة الكبد للإنسان، وكان
يخبرنا الطبيب المختص أن تكاليف العملية باهظة جداً مقارنة بسنوات العيش
المتوقعة للإنسان، فضحك الشباب من القصة، وقالوا بأن المسألة لا تستحق كل
هذا المبلغ والجهد.. ولست أتعجب من ذلك.. فلدينا قناعة شبه تامة بأن
الحياة لا قيمة لها وعبثية..


في
مجتمعاتنا عادة ما يكون الزواج ارتباطا بأي أنثى كانت.. فالإسلام حرّم
الزنا واحلّ الزواج حفاظا على هذا الرباط المقدس من التلاعب والهروب من
المسؤولية.. لكن بعض الناس لم يفهموا منه سوى بأنه الطريقة الوحيدة المتاحة
للاتصال بالطرف الآخر جسدياً، ثم ترك تبعات الأمر من بعد ذلك على رب
العالمين بلا رقيب ولا حسيب ولا جهد معقول.. فيكون الضحية هم الأبناء،
الذين أتوا إلى الحياة من غير تخطيط أو تفكير بمستقبلهم.. فيختل توازن
العائلة نتيجة التحديات والظروف، ومن اختلال توازن العائلة يختل المجتمع
ككل..


فالطفل
في هذه البيئة لا يحظى بالحنان والرعاية المطلوبة، وقد يفتقر إلى مقومات
الصحة والتعليم الجيّد، خاصة مع شظف العيش وكثرة المتطلبات والأفواه
الجائعة، ووجوده في عائلة مضطربة الأركان من البداية لا تقوى على الوقوف
والتأقلم مع المتغيّرات، ولربما زاد الأمر سوءً بزوجين متخاصمين.. فينشأ
الفرد من بداية حياته نشأة مشوهة في أحياء سكنية فقيرة ضيّقة، تشبه
الزنانين، جالبة معها الأمراض والغبار والهواء الملّوث، وقد تسوء الأمور،
فتنتشر المخدرات والأخلاق الرذيلة وقلة الوازع الديني والجهل.. فالجهل
والجوع بيئة خصبة لكل ما هو شر بالمجتمع، وأضف إليها غرائز الإنسان حين
تنطلق في مرحلة البلوغ، وبصحبتها احتياجات الإنسان..


وفي
هذه الأجواء، يتنصل الآباء عن مسؤولياتهم، ويلقون بكاهل مشاكلهم نحو
الأبناء والبنات، فيحس الشاب بالكبت والحرمان، ويلجا إلى طرف الحكومات،
وبعض الحكومات لها شان آخر، فهي نفسها تقاتل في سبيل العيش والأمان، ولا
تستطيع أن تنفق على السكان وترعاهم وتتكفل بهم.. وقد تكون فاسدة ينتشر
فيها الظلم والرشوة وعدم العطف على الفقراء، والتبعية لدول أخرى أقوى منها
تسلب خيراتها، وتحكمها طائفة استحوذت على كل شيء.. فيشعر الفرد فيها
بالحنق والتفاهة وأنه لا يسوى، وتحقد الطبقة الفقيرة على الطبقة الغنية من
غير تحديد صحيح للمسؤولية، فيلقي كل طرفٍ اللوم على الآخر.. فينشا لدينا
في النهاية دولة فاشلة، وإنسان فاشل يحاول الهروب من ذاته وواقعه المرير..


والهروب
من المشكلة يكون غالبا في شكل أعمال متهّورة حاقدة وعنيفة ومدمرة للذات،
كالمخدرات والمسكرات والانغماس في الملّذات المحرّمة والجرائم، لكن أخطرها
يكون في تقليل قيمة الحياة والرغبة في الموت تحت أية ذريعة.. وحينها يصبح
الإنسان بلا عقل تحرّكه الغريزة، ومدمراً لمجتمعه والعالم اجمع، خاصة إذا
ما تلقفته يد جماعة متطرفة ذات عقيدة فاسدة، تزيّن له الموت وتقنعه بأن
الموت وتهميش ذاته هو السبيل إلى الراحة الأبدية والنعيم الذي لم يجده في
هذه الدنيا الكئيبة..


في
كتاب يتحدث عن المشيئة والقدر، ذكر الكاتب فيه بأن أحد العلماء الغربيين
استنتج –بصورة خاطئة- أن فكرة ازدراء الحياة عند المسلمين، كانت خطة من
نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، ليقنع أتباعه بالقتال ببسالة وشجاعة،
فعمد إلى غرس فكرة أن الحياة تافهة ولا قيمة لها، في وجدانهم، لأنه يعرف
بأن الإنسان يميل إلى التشبث بالحياة.. وذكر الغربي بأن الأمر انقلب على
المسلمين بعد وفاة نبيهم وتوقف الجهاد، حيث أن عقلية تقليل قيمة الحياة
جعلت المسلمين كائنات متواكلة عدمية غير منتجة، تقلل من قيمة الحياة وتصنع
الموت والدمار في كل مكان.. وهذا الأمر عار من الصحة من جهة فهمه لفكرة
الجهاد، لكن ما حدث للمسلمين صحيح من جهة أخرى..


إن
الرسول صلى الله عليه وسلم أراد من المجاهدين في وقت الحروب أن يقاتلوا
في سبيل المبادئ الصحيحة التي يؤمنون بها، ويتحملوا الآلام الناتجة عنها،
ووعدهم بتعويض الله عز وجل، ولذلك قلل في نفوسهم قيمة الحياة تحت نظام
الظلم والاستبداد، ولم يرد منهم أن يكونوا جماعة انتحارية كارهة للحياة
وهاربة منها، تحت مسمى الحرب الإلهية المقدّسة.. ولذلك حين انتحر ذلك
المقاتل الذي أثخنته الجراح في إحدى الغزوات، ولم يتحمّل الألم، فمال إلى
طعن نفسه، توعده النبي بالعذاب يوم القيامة، وحذّر أصحابه، ونهاهم عن
الانتحار تحت أي مسمّى وذريعة.. وذكر لهم في مواقع كثير بان تحطيم الكعبة
المقدسة حجرا حجراً، وزوال الدنيا، أهون على الله من إراقة دم إنسان، وأن
على المؤمن أن يحرص على ما ينفعه ويستعن بالله ولا يعجز، وأن المؤمن القوي
خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف..


لكن
المسلمين في زماننا، للأسف، احتفظوا بمبدأ التقليل من قيمة الحياة، فلم
يعمّروها، كما قال الكاتب، وصار وعد نعيم اليوم الآخر هو الشمّاعة التي
يعلقون عليها أخطاءهم وعجزهم وفشلهم.. فكلمات مثل: "الدنيا لا تسوى، ولا
تستحق" أدت إلى دمار رهيب في البنيان والنفوس، وصنعت الجهل وقلة الإبداع
والإهمال وانتهاك لقيمة الإنسان منذ ولادته.. فماذا تنتظر من إنسان يظن أن
الحياة لا شيء، ولا يسعى لتحسينها وتذليل مصاعبها والإبداع فيها، لمجرد
أنها ليست بشيء ولا تسوى جناح بعوضة كما يدّعي؟!.. إن هذا الإنسان يمضي في
حياته بلا أي تطور، بل إنه يميل إلى الافتخار بتخلفه وجهله، ويظن أن كل
محاولة للتقدم انحرافا عن منهج الله وركوناً إلى الدنيا.. وأذكر أن مدرساً
كان يقول لنا بأن الله منّ على المسلمين بأن سخّر لهم الكفار لخدمتهم
والصناعة لهم!!..


إن
أسهل الطرق للهروب من المشكلات عند أولئك هو إحالتها لله الخالق وإهمال
العقل والمنطق والجهد، فاستحال الإنسان عندنا كائن عدمي كاره للناس
وللحياة.. يبحث عن كل وسيلة لتبرير إزهاق روحه وإهدار كرامته وكرامة من
حوله.. فالتحديات في الحياة تتطلب قوة كبيرة وسيطرة على النفس وانضباطاً
وجهداً لحلّها، وقد يمتد الجهد لأجيال، ويحتاج إلى تضحيات عظيمة.. لكن
العدمي يسلك أقصر الطرق وأجبنها، فيرهق نفسه وينهك من حوله، ثم يردد بكل
بجاحة حين تعترض عليه، بملء فمه: "أن الدنيا لا تستحق"، وهذا ما نراه في
عالمنا العربي والإسلامي من غوغائية ودمار وقتل وعبثية وانتهاك لحقوق
الإنسان، وحتى الحيوانات لم تسلم من العبث، فهي في نظره ستصير إلى تراب..


إن
كل اختراع حديث غيّر البشرية جاء من خلال عقلية أدركت قيمة الحياة
والكرامة الإنسانية، فوضعت الحلول الممكنة وغير الممكنة، ولم تنظر إلى
الحياة كأمر فانٍ.. فاستطاع العلماء بهذه العقلية إجراء عملية لجنين في
بطن أمه، واستطاعوا تقليل تعرض الإنسان للشمس والملوثات والإنهاك،
بالاستعانة بالآلات.. ولو أننا وكلنا أمرنا لشخص عدمي، لذكر لنا ببساطة
بأن الحياة أصلها التعب والمشقة والأقدار المؤلمة ويجب علينا تحمّلها
والرضا عنها..


إن
قيمة الإنسان عالية، ولذلك أسجد الله له الملكوت الأعلى بأكمله، وحيث
تتواجد قيمة الإنسان ترتفع الأمة، فانظر إلى المؤسسات التي ترتفع أسهمها
وتهبط، وينقلب تاريخها، بمجرد أن يلتحق بها موظف استثنائي واحد.. بينما
تمضي لدولة أخرى تفتش فيها عن عالمٍ مختص فلا تجد، فعلى الجميع أن يموتوا،
والأمر من سنة الحياة..


إن
الحياة لا تستحق لو كانت عن طريق التنازل عن المبادئ الصحيحة والعيش في
تفاهة، ودواء مريحا حين نتعرض لمصيبة ليس لنا فيها أي يد أو سيطرة، لكنها
حتما تستحق أن نعيشها في كرامة ومسؤولية وسعادة وتطوّر وإبداع.. وأعجبني
قول النابلسي حين ذكر بأن الأمة تحتاج إلى من يعيش لأجلها ويبنيها، لا من
يموت لأجلها.. فطريق العلم أصعب ألف مرة من الهروب من الحياة.. وإن رب
الدنيا هو رب الآخرة، والدنيا مزرعة الآخرة ومطيتها، ومن يفسد دنياه يفسد
آخرته.. فقدّر قيمة الحياة، وأعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لأخرتك
كأنك تموت غدا، لا العكس، كما قال ابن عمر رضي الله عنهما..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://monntada.ahlamontada.com
 
قيمة الحياة..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  انت الحياة
»  الحياة قصة حب
»  لو كانت الحياة ملكي
»  علمتني الحياة
» علمتني الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التصميم و التطوير و المساعدة :: الأدبي العام :: ☆ الأدبي العام ☆  :: ☆ الشعر و الخواطر ☆-
انتقل الى: