سبب المشكلات قد يكون ما يراه أهل الزوج على الزوجة من تقصير مع ابنهم ، أو
مع أولادها ، أو في بيتها ، أو ما تبديه لهم من تصرفات شائنة يجب على
الزوجة أن تطيع زوجها إن أمرها أن لا تخبر أحداً بما يجري بينها وبين أهله .
كثيرة هي المشكلات القائمة بين الزوجة وأهل زوجها، ولحل أي مشكلة ينبغي
النظر في أسبابها قبل كل شيء: فقد تكون هذه الأسباب راجعة لطبيعة أهل الزوج
، فبعض الناس صار الشر طبعاً لهم ، يكبِّرون الصغير، ويعظمون التافه
الحقير ، وهؤلاء ليس المشكلات فقط بينهم وبين زوجة ابنهم ، بل هي عامة تشمل
الناس جميعاً ، وحل هذه المعضلة يحتاج لجهود مضنية ، بتعليمهم الخطأ من
الصواب ، والخير من الشر ، وتربيتهم على الإيمان والطاعة ، وفي هذه الحال
يجب على الزوج الذي يعلم هذا من طبيعة أهله أن لا يلتفت لكلامهم في زوجته ،
ولا يقيم له وزناً ، وأن يساهم في إصلاح حال أهله ودعوتهم للخير ، وأن
يخفف على زوجته إذا وقع عليها ظلم.
وقد يكون سبب المشكلات بين الطرفين : الغيرة التي تدب في قلوب أهل الزوج ،
وذلك عندما يرون تعلق ابنهم بزوجته ، وحلُّ هذه المشكلة يكون بتعويضهم
بدلال زائد ، ورعاية خاصة ، وكثرة هدايا ، مع عدم إظهار تعلق الزوج بزوجته
أمامهم ، وكثرة الدعاء بأن يزيل الله الغيرة من قلوبهم.
وقد يكون سبب تلك المشكلات: ما يراه أهل الزوج على الزوجة من تقصير مع
ابنهم ، أو مع أولادها ، أو في بيتها ، أو ما تبديه لهم من تصرفات شائنة ،
وعدم احترام لوالدتهم، وغير ذلك مما هو موجود فعلاً – وليس افتراء – عند
كثير من الزوجات ، وهذا هو الجانب الإيجابي من تلك المشكلات ! لأن به تعرف
الزوجة ما عندها من تقصير ، وتفريط ، فتصلح الخطأ ، وتجبر الخلل ، وتكمل
النقص ، ولا يمكن لزوجة أن تدعي الكمال في تصرفاتها ، وأخلاقها ، وهذا أيسر
الأسباب لتلك المشكلات ، وهو إصلاح نفسها ، وإصلاح ما بينها وبين أهل
زوجها ، بحسن التصرف لتكسب قلب زوجها لجانبها.
ويجب على الزوجة أن تطيع زوجها إن أمرها أن لا تخبر أحداً بما يجري بينها
وبين أهله ، وهذا القرار من الزوج فيه مصلحة عظيمة تفوق مصلحة تنفيس الزوجة
عن نفسها ، فمثل هذه الأمور إذا ظهرت وانتشرت : شارك كل واحد برأي ، أو
ساهم برأي منكوس لحل تلك المشكلات ، تكثر تلك المشكلات ، وتتعدد أسبابها ، و
يصعب بعده حلها وشكوى الزوجة لأحد من العقلاء جائز ، ولا يدخل في الغيبة
المحرمة ، وفي الوقت نفسه للزوج أن يمنعها من هذا المباح إن كان يرى مصلحة
شرعية من المنع.