الحَياة الزوجِية .. حَياة حمِيمة جَمِيلة , و مُشكلاتِها تَزِيدُها حلاوة , وغَلطاتِها والمواقِف المُرَّة تُلوِّنها .
فلولا المُشكِلات لأصبَحت حَياة مُملة , حَياة بارِدة لا نجدُ لَحظة
تُسعِدُنا , فهذا قَدرُ الله سُبحانهُ وتعالى بِأن جَعل الحَياة لا تسير
على وَتِيرة واحِدة .
لِذا بِحكمَةٍ من الله جَلَّ فِي عُلاه لَوّن حياتِنا بِلحظاتِ الفَرح
والحُزن , بِلحظات السعادة والكآبة كَي نَعرِف مَدى النِعمة التِي أنعمها
الله علَينا , فعِندمَا تمُر عليكِ لحظة حزِينة جداً تَلجئِين إلى الله
بِالدُعاء وتَصبُرين كَي يُخلصكِ مِنها ، وهذهِ هِي حياةُ المُسلِم [ إن
أصابتهُ ضراء صَبر فكان خَيراً له , وإن أصابته سَرَّاء شَكر فكَان خيراً
له ]
* لِلفتيات المُقبِلات على الزَواج :
أولاً : أُبارِك لكِ أن رزقكِ الله زوجاً
تَلجئِين إليه وتسكُنين إليه ، واحمدِي الله على هذهِ النِعمة , واسألي
الله أن يُسعدكِ وأن يهدِي زوجكِ إليكِ وأن يرزُقَكِ حُبه ويَرزُقهُ حُبكِ ,
فإن لَم يَجعل الله فِي قلبِكُما حُب بَعضِكما لَم تسعَدا . فالحُب هُو
الرَكِيزة الهَامة فِي الحَياة الزَوجِية , واعلَمِي أن الحُب والسعَادة لا
يَأتيان من أول الزواج فِي أغلب الأحيان , ففي حياتِكُما الأولى قَد
تُصادِفا بَعض المواقِف المُزعِجة ولكِنها ستكُون جمِيلة لأنها ستَبقى
ذِكرى تتذكرانها وتتسامَرانِ بِها بَعد مُضي أعوام على زواجِكما بإذن الله ,
وقد تجِدا ما يُعَكِّر صفوكُمَـا لأن طَبِيعة الإِنسان لا يَجِد السَكِينة
ولا يَنعَم بِالثقة إلا بَعد مُضي وَقت من الزَمن وهذا غالِباً ما يَحدُث
مِن الزَوج فالزوج لا يَثق بِزوجته ولا يُحِس بالأمان إلا بعد فترة . أنا
لَم أُذكركِ بِهذهِ الأُمور لِكي أزيدكِ خوفاً , بَل لِكي أُوصل هذهِ
القواعِد الهامَّة لكِي كَي تكُوني على دِراية ومَعرِفة بِها , فَكم من
الزَوجات لا يَعرِفن هذهِ الأُمور فَلما تَزوجن وأحسسن بِعدم الحُب فِي
البِداية طَلبن الطلاق فَتطلقن …!! وهذهِ الفِئة كثِيرة مِن بناتِ جِنسنا
وهذا سَبب من أسباب كِثرة الطَلاق فِي مُجتمعِنا تتزوج الفَتاة بِدُون أن
تَكتَسِب حصِيلة عِلمية أساسِية لِمعرفة الأمور التِي تحصُل لها بَعد
الزواج .
فالخُلاصَة :[ قَد يَحتاج الزَوجان إلى وَقت كَي يُحِسُّان بِالحُب والأمان والثِقة ]
ثانِياً : تَصرفِي بِحكمة وهُدوء فِي بِداية الزَواج
واحذَرِي أن تُطلِعي شَرِيككِ على أُمور سِرية حَصلت لكِي قَبل الزَواج ؛
لأن الزَوج كَما ذَكرنا لَم يَجِد الثِقة إلى الآن ويَعتَبِرُك فتاة غرِيبة
فهُو بِدَورِة يُريد أن يَكتَشِف شخصيتكِ ويعرِف ماهِيتكِ وأخلاقِكِ ,
فيبدأ بِسرد مواقِفهِ الماضِية وأسراره رَغبةً منهُ أن تُفصحِي عَن
شخصِيتكِ وتُظهِري حقيقتكِ ، يُرِيد أن يَعرِف عنكِ الكثِير كَي يُحِس
بالأمان .
احذَري أن تقُومي بِالإفصَاح عن نفسكِ وعن ما تعرِفينهُ فِي أُمور تُحِسين
أن زوجكِ ستغمُره نوبة مِن الشك بعدها فالفِتن التِي يراها مُعظَم الشباب
والأخلاق السَيئة التِي يرونَها من كَثير من الفَتيات قَتلت عِندهم رُوح
الثِقة وبدئوا يشكُّون حَتى بِأخواتِهم .
ثالِثاَ :لا تكُوني غامِضة أمامه , قُلنا فِي البِداية
إياكِ والإفصاح عن ماضِيكِ ولكِن هذا لا يَعنِي أن تتكلمِي عنه ، لأن
الشَخص المُقابِل لَن يعِيش مع إنسانة غامِضة خائِفة لا , كُوني واثِقة
ولكِن لِكُل شَيء خُطوط حَمراء يَجب أن تتوقفِي عندها , تكلمِي عن حياتِك
وعن مواقِفكِ ولكِن بِحذر .
رابِعاً : كُوني مُستَعِدَّة لِلاختبار فكَثير مِن
الأزواج يُحاوِلون فِي بِداية الزواج أن يَكتَشِفُوا حقِيقة زوجاتِهم
فيبدءون بِاستخدام وسائِل لاختِبار الزوجة كُونِي ذَكِية عاقِلة فاهِمة
واعِية مُدركة لِلأُمور .
خامِساً : فِي أول الزواج قَد تَنتهِج الفتاة أسالِيب
وأفاعِيل رَغبةً مِنها لِتعويد الزوج عَليها فِي البِداية ..! كأن تَلبَس
العباءة المُزَركشة أو النِقاب الواسِع بِدُون غِطاء يُغطِيه فتبدأ بِهذا
فِي البِداية . هل تُريدين أن تعرفي موقِف الزوج منكِ ..؟! سَيلتزِم
بِالصمت المُطبِق لأنهُ يُريد أن يعرِف هل أنتِي جادَّة أم لا ..! واعلمِي
أنهُ سيأخُذ انطِباع عنكِ وَتهتز شَخصِيتُكِ أمامه , ولكِنهُ يَلتزم
بِالصمت رَغبةً منهُ أن تقُومِي بإِصلاح الخطأ ويبدأ يُترجم صمتهُ
بِالعصبِية وبِضيق فِي وجهه وأسئلة كثِيرة ونصائِح . فانتبِهي يا غالية :
واعلمِي أن كُل زوج لا يُريد أن يَرى زوجتِه كالنِساء اللواتِي يراهُن فِي
السُوق ..! ولا يُريد أن تكُوني زَهرة فوَّاحة الكُل يَرى روعتها ويَشتم من
رائِحتها الزكية ..! بَل يُريُدكِ أن تكُوني لهُ فقط , وهذهِ هِي طبيعة
الرَجُل التِي خلقهُ الله عليها الغِيرة على محارِمه مَهما حَاول أخفاء هذا
الأمر , ويُريد من زُوجتِه وشَرِيكةِ عُمره أن تكُون أهلاً لِلثقة وأماً
صالِحة تُربي أبناءه على الأخلاق الحمِيدة وتَجعَل اسم أبيهُم مرفُوعاً فِي
هامة السَماء بِالتربية الصالِحة لأبنائه
سادِساً : أمّا ما يخُص أمُور الجِماع , فقد لا تَشعُر
المرأة فِي بِداية الزَواج بِما تُحِس بِه كُل زوجة أثناء الجِماع وَلا
تَرتاح , فَتُحِس الفتاة بِالحُزن والانطواء وكَثرة التَفكِير , وقَد
يَحصُل الأمر مَع الزوج أيضاً فكَما ذَكرت سابِقاً أن الحُب لا يأتِي فِي
أول الزواج فالإحساس بِالجماع أيضاً لا يحِين فِي البِداية . فلا تَحزنِي
أبداً , وحَاوِلي أن تعتنِي بنفسِك
سابعاً : كُل إنسان يأخُذ الانطباع الأول الذِي يراهُ على
غيره من البِداية , ومهما حاولتِي التغيير يَبقى الانطباع الأول مركُوزاً
فِي قراره شريككِ , واعلمي أن الرجُل لا ينسى فالمرأة تنسى المواقِف
والانطباعات القدِيمة , أما الرجُل تبقى فِي ذاكِرته العديد والعديد من
المواقِف والشخصِيات القدِيمة . لِذا حاوِلي أن لا يرى زوجكِ فِي بداية
الزواج أي أمر يجعلهُ يأخذ انطباع خاطئ عنكِ وإن تعبتِي فِي البِداية
سترتاحِين فِي النهاية بإذنِ الله .
ثامناً : اهتمِي بِحجابِك و حَاولِي أن تُحافِظِي عليه ,
فالمرأة لا تكُون عظِيمة فِي قلبِ زوجِها إلا عِندما تكُون عظِيمة فِي
حِجابها . ولا تُحاول أي فتاة أن تُنكِر هذهِ الركِيزة فِي قلب الرجُل فَقد
وضَعها الله فِطرة موجُودة عِند كُل رجُل . الكثِير من الفتيات فِي بداية
الزواج تتساهَل كثِيراً فِي حجابها بُغية أن تكُون فاتِنة أمام شرِيك
حياتِها , ولا تَعلم أنها تَجعل زوجها يستَصغرها , لأنهُ مَل مِن كثرة ما
يَراهُ فِي الأسواق من بعض الفتيات المُتساهِلات فهُو يحتَقِرُهن ولا
يُريدكِ أن تكُوني مِثلهُن .
تاسعاً : كثِيراً مِن النِساء يُرِيدن الإِفساد بَين
الزوجِين بِغرض التَفرِقة , فَكما يعلم الكثِير أن الحَسد والغِيرة والحِقد
مُنتشرة بِشكل كبِيرة جداً للأسف فِي مجتمعنا الحالِي , لِذا انتبِهي أن
تأخذِي النصائِح الموجهة إليكِ قبل الزَواج وبَعده من كل أحد .