دور الأهل يكمن في أن يتم الحوار تحت
رعايتهم، وتوفير مكان مفتوح في البيت أمام الأسرة الود المشترك في فترة
الخطوبة يساهم في إنجاح الحوار بين الطرفين، بشرط ألا تتحول لغة الود إلى
“دلال” فترة الخطبة هي فترة مهمة جداً في بناء العلاقة الزوجية، فمن خلالها
يتعرف المرء على جوانب في شخصية الطرف الآخر
يغفل بعض المخطوبين عن الأدوار الحقيقية التي تلعبها فترة الخطوبة في
التقريب بينهم، والتعريف بهم، وتقليل فجوة الخلاف، وتعميق أواصر الصداقة
والحوار، وينشغلون بأمور ثانوية خلال مثل: تبادل كلمات العشق والهوى،
والحديث في أمور ثانوية لا تؤسس العلاقة، ويتحمل الطرفان بعد الزواج نتيجة
سوء استغلالهما لفترة الخطوبة.
وهنا يكمن السؤال: كيف نتحاور أثناء الخطبة؟ كيف نتأكد من “أهلية” الطرف
الآخر لشراكة الحياة الزوجية؟ كيف نتواصل معه دون إثارة مشاكل مستقبلية؟ ما
الموضوعات التي يجب أن نطرحها على طاولة النقاش؟
ما أهمية فترة الخطوبة؟
هي فترة مهمة جداً في بناء العلاقة الزوجية، فمن خلالها يتعرف المرء على
جوانب في شخصية الطرف الآخر، وهنا تكمن أهمية الحوار بين الخطيبين، يتعلم
كلاهما فنون إدارة الحوار، ويكون الحوار موجهًا، وليس عبثيًا.
ما لغة الحوار التي يجب أن يستعملها الخطيبان؟
يجب أن يكون هناك احترام في التعامل مع الطرف الآخر، والبعد عن الابتذال
والمزاح ، كما لا يصح مقارنة الطرف الآخر بالآخرين، وليكن الحوار بين
الطرفين بسيطًا دون تكلف، ويساهم الود المشترك في إنجاح الحوار بين
الطرفين، بشرط ألا تتحول لغة الود إلى “دلال”. ويجب أن يسعى كل طرف إلى
معرفة أكبر قدر من المعلومات عن شخصية الطرف الآخر من خلال إظهار حب التعرف
والصداقة والرغبة في بناء الجسور دون إلحاح أو ضغط ، كما يجب أن يختار
الخطيبان الوقت المناسب لإجراء هذا الحوار الفعال، والتوقف عن الحوار إذا
قرب على المشاجرة قبل حدوث أي خسائر .
وإذا كانت هناك قضايا تحتاج للحسم – مثل عمل الفتاة بعد الزواج- يجب أن
تطرحها بأسلوب مقنع وإيجابي، وأن يحسم الأمر قبل الزواج وعدم تأجيله إلى
بعد الزواج، لأن كثيرين في فترة الخطوبة يؤجلون المشاكل كلها إلى بعد
الزواج حتى لا تحدث مشكلة في فترة الخطوبة! ولكن هنا أنصح بأن يتم طرح
الموضوعات التي تحتاج إلى حسم بشكل عاقل وحكيم، ووضع الخيارات بدلا من
تهديد الطرف الآخر بفسخ الخطوبة إذا لم يستجب لمطالبه.
هل للخلاف في فترة الخطوبة دلالة على مستقبل العلاقة الزوجية؟
القدر المسموح به في الخلاف هو الخلاف في وجهات النظر في الحياة، فمن
العجيب أننا نتقبل خلافاتنا مع أصدقائنا بصدر رحب، غير أننا نطلب من شريك
حياتنا أن يكون نسخة منا، ويتطابق مع أفكارنا وميولنا برحابة صدر. وينجح
الحوار بين الخطيبين إذا تم إدارته كالحوار بين الأصدقاء، فمن الخطورة أن
يكون هناك تحفز لرأي الطرف الآخر، وتفسيره على المحمل السيئ، وإصدار أحكام
مسبقة للحكم على آراء شريك الحياة.
إلى أي حد يمكن أن يكون الخلاف في وجهات النظر في حدود المسموح؟
ليس بالضرورة أن يكون الطرفان متطابقين وأن الخلاف في التفاصيل ضروري
لإثراء الحياة، ولكن يجب الوقوف أمام بعض الصفات السلبية التي يمكن أن
نكتشفها مبكراً، مثل: عدم التدين، انعدام الشخصية والانسياق لكلام الآخرين
في الكبيرة والصغيرة، رغبة الفتاة في فرض شخصيتها بالقوة، بخل الرجل… الخ .
هل يمكن أن يتدخل الأهل في تفعيل الحوار بين الخطيبين؟ وما القدر المناسب لتدخلهم؟
يكمن دور الأهل في أن يتم الحوار تحت رعايتهم، وتوفير مكان مفتوح في البيت
أمام الأسرة، ودور الأم هو توعية البنت بأن فترة الخطوبة ليست مجرد سماع
كلمات حلوة من الخاطب، ولكنها جزء من الحوار. كما يقول المثل: تكلم كي
أراك.. وهنا يكون دور الأهل ، مجرد توجيه خارجي لشكل الحوار وأهم عناصره.
ما الموضوعات التي يجب أن يطرحها الخطيبان في هذه الفترة؟
من المهم أن يتعرف كل طرف على الاهتمامات الشخصية للطرف الآخر، وتصوراته
لكيفية الحياة في المستقبل ومعلومات أكثر عن أهل الطرفين، ومناقشة الأمور
المستقبلية بهدوء تجنبًا لحدوث مفاجآت مستقبلية.