في الوقت الذي قد يشكو فيه الآباء والأمهات أن الولد بدأ يتغير، نجد الشكوى
العكسية من الأبناء: ” أنا كبرت ” أو ” أنا زهقت من تحكمهم في تصرفاتي “.
لو نظرنا للمشكلة من أعلى نجد أنها ترتبط نفسيا وجسمانيا بمرحلة البلوغ،
وقبل التورط في مشاكل فرض الرأي ، يجب أن نستعد جيدا لهذه المرحلة.
تحدث هذه المشكلة في فترة المراهقة للأولاد والتي تكون عادة ما بين 11 و16
سنة، وتبدأ عملية البلوغ بإصدار المخ إشارة إلى الغدة النخامية التي تفرز
بدورها عن هرمونات مسئولة عن نمو حجم الخصيتين، وتقوم الخصية بإفراز هرمون
التستستيرون الذي يؤثر بدوره على كافة أجزاء الجسم ويكسبها مظاهر البلوغ
الذكوري.
البلوغ له مرحلتين ، ففي المرحلة الأولى يحدث زيادة لحجم الخصية عن 3
ملليمترات نتيجة إفراز الهرمونات، وكذلك العضو الذكري، مع تغير لون الخصية
والأعضاء الذكرية واتجاهها إلي اللون الغامق.
المرحلة الثانية تأتي بعد إفراز الهرمون الذكري، ويبدأ ظهور شعر الإبط
والشارب والذقن، ونمو العضلات وقلة الدهون، وتغير الصوت وخشونته، وبشكل
منفصل عن هذه المرحلة يكتشف الولد لأول مرة أنه انتقل لمرحلة أخرى.
أما من الناحية النفسية أن مرحلة البلوغ من أهم وأخطر المراحل في عمر
الإنسان، فهي تتضمن زيادة الإحساس بالذات وقيمة للنفس مع طموح في المستقبل،
ورفض المراهق لتقبل سلطة من الآخرين عليه، وهي أيضا بداية اختلاف نظرته
للجنس الآخر، فيصبح الولد أكثر شغفا بالعلاقة الجنسية.
الهرمونات تؤثر أيضا في العضلات، وتزيد النشاط الجسدي، و التغيرات التي
تظهر على الشاب من نبرة صوته والشارب والعضلات تعطيه إحساسا بالقوة يتمرد
به على سلطة الأسرة.
قد يصاحب تلك المراحل شعور مستمر بالعجز والنقص وأحاسيس مفاجئة بالفشل، لأن
الطموح في تلك المرحلة يكون بلا حدود وليس في الإمكان تحقيقه في كل
الظروف.
والحل؟ تريد الأسرة طبعا تخفيف الصدام الحتمي الذي يحدث مع الابن، وتمرير المشكلة بأقل خسائر ممكنة، فإن علينا بعض المهام:
- أن تعي الأسرة احتياجاته المتغيرة منذ ولادته وحتى اكتمال شخصيته، لأن لكل مرحلة تداعياتها.
- أن تبث الأسرة في الأبناء مفاهيم حل المشكلات وإدارة الصراعات بطريقة سلمية.
- أن تعلمهم كيفية بناء خطط في حدود الإمكانيات.
- غرس المفاهيم الدينية والمجتمعية لمقابلة الحاجة الجنسية الجامحة، وإيضاح
أن المتعة إذا كانت حسية فقط فإنها تفتقد المعني والقيمة، وأن الشخص
العقلاني القوي هو الذي يسيطر على غرائزه ويحولها إلى طاقات إيجابية.