أن تكوني حاملاً ذلك يعني نمو عضو آخر جديد
يدعى المشيمة , وهو مايصفه الأطباء بجهاز دعم الحياة والرابط الحيوي بينك
وبين جنينك , عن طريق الحبل السري في الرحم .
تبدأ المشيمة النمو منذ لحظة الحمل , إذ تنقسم البويضة الملقحة إلى مجموعات
عدة من الخلايا تتحول إحداها إلى مشيمة تنغرس في الجزء الأعلى من الرحم
استعداداً للمهمة التي تنتظرها , تصبح المشيمة كاملة النمو في الأسبوع
ال14من الحمل , وتنمو بسرعة مذهلة , لتصل إلى ذروة نشاطها في الأسبوع ال34
وخلال الأسابيع الست الأخيرة من الحمل , تضعف وظيفتها وتبدأ تدريجيا بفقدان
قوتها ومزاياها الخاصة , تقل سماكة جدار المشيمة خلال الفصل الثالث من
الحمل , ما يسمح بدخول المزيد من الجزيئات من العالم الخارجي إلى
السائل الأميني المحيط بالجنين , لهذا السبب يقال إن الجنين , يستطيع في
هذه المرحلة تذوق الطعام الذي تتناولينه , ويعتقد بعض العلماء انه قادر على
شم الروائح أيضا .
في الأسبوعين الأخيرين من الحمل تنتج المشيمة هرمونات خاصة تساعد على إدرار
الحليب , وتستمر في أداء وظيفتها حتى الأسبوعين ال40 و42 من الحمل , بعد
ذلك تصبح عرضة للإصابة بعجز وظيفي , إذ يتوقف نموها وتتكلس ومن ثم يقل
عملها في تنقية الدم من المواد الضارة وتوزيع الغذاء المناسب مما يعرض حياة
الجنين وأحيانا الحامل إلى الخطر .
* مشكلات المشيمة :
1- قصور في وظيفة المشيمة :
من المفترض أن تؤمن المشيمة الدعم اللازم للجنين , حتى في أواخر
فترة الحمل ,غير أنها تواجه أحيانا مشكلة ما تحد من أدائها الوظيفي في وقت
مبكر لهذا السبب يحرص الأطباء على مراقبة حركة الجنين فيطلبون منك عد
حركاته في اليوم ولاسيما في نهاية فترة الحمل للتأكد من سلامة المشيمة .
2- مشيمة متقدمة :
تغرز المشيمة عادة في الجزء العلوي من الرحم بعيدا عن فتحة عنقه
التي من خلالها يخرج الجنين إلى العالم , والمشيمة المتقدمة يعني أنها غرزت
في أسفل الرحم بالقرب من فتحة عنقه من شأن ذلك أن يعوق عملية
الولادة , كونها بذلك تسد المنفذ الوحيد للجنين ونادرا ما تحصل هذه الحالة ,
وغالبا ما يتم الكشف عنها خلال جلسة التصوير بالموجات فوق الصوتية , في
حال لم ترتفع المشيمة إلى الأعلى مع نمو الرحم واتساعه فان الطبيب يطلب
إجراء المزيد من التصوير بالموجات فوق الصوتية وربما يلجأ إلى الجراحة
القيصرية .
3- انفصال المشيمة :
تنفصل المشيمة أحيانا عن الرحم محدثة نزفا دمويا , ومسببة أوجاعا
في البطن لا يستطيع الأطباء في اغلب الحالات تحديد سبب حصول ذلك , ولكن
هناك من يعتقد انه نتيجة نقصان البروتين وحامض الفوليك في النظام الغذائي
وإصابتها بارتفاع ضغط الدم , ولكن هذه الحالة نادرة جدا , وفي هذه الحالة
يتم توليد الحامل عن طريق الجراحة القيصرية .
* الحفاظ على الصحة :
على الرغم من قوة المشيمة وقدرتها على حماية طفلك من الإصابة
بالأمراض , فإنها لن تستطيع حمايته من المواد السامة والقاتلة , مثل :
الموجودة في السجائر والكحول , لان هذه الكيماويات قادرة على عبور
المشيمة والوصول إلى الجنين والإضرار به , لذا وجب الانتباه جيداً إلى صحتك
أثناء فترة الحمل ومن المهم جدا أن تتناولي الأطعمة الغنية بالبروتينات ,
مثل : اللحم والجبن وتعتبر الأطعمة الغنية بالحديد مثل : السردين والتونا
مفيدة أيضا , لكن تفادي تناول الكبد أثناء الحمل , كما أن نقص حامض الفوليك
ربما يسبب انفصال المشيمة .