لعب عنق الرحم دورا مهما وحيويا في مشكلة تأخر الإنجاب ، وتؤكد الإحصائيات
الطبية أن حوالي عشرة في المائة من أسباب تأخر الإنجاب ترجع إلى وجود مشاكل
بعنق الرحم .
* عنق الرحم :
عنق الرحم هو بوابة الرحم ، والطريق الذي تسلكه الحيوانات المنوية للوصول إلى الرحم ، ومنه إلى قناة
فالوب حيث تتم عملية الإخصاب وتكوين البويضة الملقحة ” الزيجوت ” لأن قناة فالوب ” الأبواق ” هي
المكان المخصص لعملية الإخصاب ، وعنق الرحم هو أيضا الحارس للرحم ، فجدارة مبطن بطبقة من الخلايا
تقوم بإفراز سائل مخاطي يحافظ على الرحم من تسلل الميكروبات المختلفة ، وخصوصا أن الرحم يتصل
مباشرة بالتجويف البريتونى للبطن عن طريق الأبواق ، ومعنى إصابة الرحم بالتهابات يعنى وصول
الميكروبات والالتهابات إلى تجويف البطن .
أما المشاكل التي تصيب عنق الرحم فمن الممكن أن تكون بسبب عيوب خلقية ، أو
وجود التهابات أو بعض الأورام الحميدة أو إفراز أجسام مضادة .
* العيوب الخلقية :
العيوب الخلقية التي تظهر بعنق الرحم قد تكون ضيقا شديدا فيه أو زيادة في إستطالتة أكثر من اللازم ، أو
ضمورا بالخلايا المبطنة له من الداخل .. أو يكون الرحم مقلوبا ، ففي الأحوال العادية يكون إتجاة عنق الرحم
إلى أسفل ، وهذا الوضع يساعد على دخول الحيوانات المنوية بسهولة إلى تجويف
الرحم عندما تكون مستريحة أو نائمة على الظهر ، أما في حالة الرحم المقلوب ،
فان إتجاة عنق الرحم يكون إلى أعلى وهنا يصعب دخول الحيوانات أثناء النوم
على ظهرها .
* التهابات عنق الرحم :
وإصابة عنق الرحم بالالتهابات تلعب دورا مهما في عملية تأخر الإنجاب ، وخصوصا إذا كانت الالتهابات
مزمنة ، ومن الالتهابات التي تنتشر هذه الأيام بشكل ملحوظ في كثير من بلاد
العالم هي الناتجة عن إصابة عنق الرحم بميكروب الكلاميديا ، وهذا الميكروب
ينتقل إليها عن طريق المعاشرة الزوجية ، وتؤثر هذه الالتهابات على حيوية
الحيوانات المنوية بالإضافة إلى تغيير البيئة المحيطة بها ، وبالتالي تؤدى
إلى ضعفها أو موتها قبل الوصول إلى الأبواق .
* السائل المخاطي بعنق الرحم :
يلاحظ أيضا أن السائل المخاطي الموجود بعنق الرحم الذي يفرز
بواسطة الخلايا المبطنة لجدار عنق الرحم ، يلعب هو الآخر دورا مهما في
عملية الإنجاب لأن له مواصفات خاصة من حيث الكمية واللزوجة والخواص لكي
يسمح بمرور الحيوانات المنوية دون عقبات .