قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ما
هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين ، كل ذلك يحول الله بيني و
بينه ، ثم ما هممت به حتى أكرمني الله برسالته ، قلت ليلة للغلام الذي
يرعى معي الغنم بأعلى مكة : لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة و أسمر كما يسمر
الشباب ، فقال : افعل ، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفا ،
فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : عرس فلان بفلانة ، فجلست أسمع ، فضرب الله على
أذني فنمت فما أيقظني إلا حر الشمس ، فعدت إلى صاحبي فسألني فأخبرته ، ثم
قلت ليلة أخرى مثل ذلك ، و دخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة ….. ثم ماهممت
بسوء . ( رواه الطبراني و صححه الحاكم و تبعه الذهبي و ضعفه ابن كثير ) .
و لقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يمتاز بأخلاق عذبة و أخلاق فاضلة ،
و شمائل كريمة فكان أفضل قومه مروءة ، و أحسنهم خلقا ، وأعزهم جوارا ، و
أعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، و ألينهم عريكة و أعفهم نفسا وأكرمهم خيرا و
أبرهم عملا ، و أوفاهم عهدا ، و آمنهم أمانة حتى سماه قومه ( الأمين ) .
قالت أم المؤمنين خديجة – رضي الله عنها – : يحمل الكل ويكسب المعدوم ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ( صحيح البخاري ) .