رأيت فى عينيها دمعتين دمعة أحيتنى والأخرى قتلتنى
وها أنت يا قلبى حائر فى عيونها غارق فى دموعها تائه بين نظراتها مكبل برموشها بل أنت يا قلب أسيرها ولا حياة لك بدونها.
رأيت فى عينيها دمعتين.
أما
الدمعة التى أحيتنى فدمعة ترقرقت من عينها دمعة حب أرسلتها الغيرة بين
جفونها دمعة عتاب وهى ظانة أنى أنظر لغيرها وما أنا بفاعل فوالله ما أنت يا
قلب إلا قلبها تعيش وتحيا بين أحضانها أراك قابعا فى صدرها بين ضلوعها
تعيش بأنفاسها تنبض بنبضات قلبها تدفئك حرارة جسدها فتذوب فيها وتحيا
بحبها.
شعرت معها بأنى ما زلت أحيا وأن قلبى ما زال بالحب نابضا رأيت فى عينيها الدنيا بصفائها وجمالها وبريقها.
حبيبة أشهد الأيام أنى أحبها سوف أموت وأحيا وأنا على عهدى بها.
حبيبتى
أين أنت أين كنتى ولما تركتى سنين عمرى حائرة تائهة ينفرط عقد أيامها وأنا
فى الدنيا هائم أبحث عن واحة لأسكن إليها وما إن وجدتك حتى وجدتها.
رأيت فى عينيها دمعتين.
وأما
الدمعة التى قتلتنى فدمعة حزن رأيتها فى عيونها دمعة كانت محبوسة فى صدرها
ثم فرت إلى عينها وسألت على خدها وما تدرى يا حبيبتى ماذا شعرت وقتها رأيت
الدنيا تضيق بى تدور بى تحبس أنفاسى تطبق على صدرى تحبسنى وتضيق الخناق
على حتى لم أعد أشعر بنفسى فأغيب وأغيب وتأخذنى دموعك إلى عالم مجهول مخيف
فأصرخ لاهثا أين أنت يا حبيبتى خذينى لا تتركينى، ظللت أبحث عنك إلى أن
وجدت عينيك فسرت فى نورها تضىء لى الدنيا تقتلنى ثم تحيينى تسعدنى وتشقينى
تفعل بى ما تشاء وما أنا إلا أسيرها.