إن كـــان حـبــي لـــه هـمــا يـعـذبــه
سأكـتـم الـحـب فــي قـلـبـي وأخـفـيـه
أو كـان دمعـي الـذي أخفيـت يحـزنـه
سأنـكـر الـدمـع فــي عيـنـي وأنـفـيـه
أو كـان شعـري علـى أعتابـه سبـبـا
لـمــا يـعـانـي ومـــا راقـــت معـانـيـه
سأجمع الشعر كل الشعر مـن كتبـي
وفـــوق رف مـــن النـسـيـان ألـقـيـه
ما قلت شعري لكي يشقى الحبيب به
أو كــان غـيـر ولائــي فــي قـوافـيـه
لــو كـنـت أدري بـأنـي حـيـن أنظـمـه
أشـيـع فـيـه الأســـى مـمــا أعـانـيـه
لـمــا سـمـحـت لـصــوت أن يــــردده
ومــا سـهـرت مــع السـمـار أرويــه
عفـو الحبيـب فمـا للحـزن قـد خلقـت
هــذي الـعـيـون ولا لـلـدمـع تـجـريـه
قـد أمطـرت لؤلـؤا عينـاه مـن شجـن
وانـحــل عـقــد نـظـيـم مــــن لآلــيــه
عـقـد تنـاثـر فــي الخـديـن منصـهـرا
مــن حــر نــار تـلـظـت فـــي مـآقـيـه
يـمــد يـمـنـاه نـحــو الــخــد يـجـمـعـه
فيهـرب الدمـع مــن يمـنـى وتـداريـه
ينسـاب للصـدر مثـل السيـل منحـدرا
مــن قـمــة الـتــل مشـتـاقـا لـواديــه
فالـصـدر للـدمـع محـتـاج إذا نـزفــت
فـيـه الـجـراح وبــات الـهـم يضـنـيـه
مــا للحبـيـب أحـزنـا جـــاء يسـألـنـي
الحـزن عنـدي ولكـن لـسـت أعطـيـه
إن كان فـي الدمـع سـر لا يبـوح بـه
فـهــل يـظــن بـأنــي لــســت أدريــــه
والله أدري ولــكـــنـــي ســأكــتــمـــه
وفــي الـفـؤاد سجيـنـا ســوف أبقـيـه
إخفـاؤه السـر عــبء قــد يـنـوء بــه
من يحمـل الجمـر فـي كـف سيكويـه
فليـعـلـم الـخــل أن الـهــم مـشـتــرك
وأن بـحـر الـهـوى غـابــت مـوانـيـه
وأنـنـا فــي زورق والـمـوج يلـطـمـه
ولـيـس غـيــر إلـــه الـكــون ينـجـيـه
وليـعـلـم الـخــل أنـــي فـــي مـحـبـتـه
استرخـص الـروح إن الـروح تفديـه
إن يذرف الدمع من عينيه خوف غد
فـإنـنـي مـــن غـــد الأيــــام أحـمـيــه
وإنـنــي حـافــظ للـعـهـد مـــا بـقـيــت
في القلب تجـري دمـاء فـي مجاريـه
فـالانـتـظـار وإن شــبـــت حـرائــقــه
بيـن الضـلـوع فـإنـي لـسـت أقصـيـه
هـو الدليـل علـى حبـي العظـيـم فـمـا
كان انتظاري سوى الإخـلاص أبديـه
يبـكـي الحبـيـب فدنـيـا الـحـب بـاكـيـة
والطـيـر مــن حـزنـه تبـكـي أغانـيـه
.وبـان قطـر النـدى مـن كـل نرجـسـة
كـأنــه الـدمــع والأزهــــار تــواريــه
حتـى السمـاء يغطـي الغيـم زرقتـهـا
كـمـا يغـطـي الأســى عيـنـي معانـيـه
مــع الحبـيـب عـيـون الـنـاس باكـيـة
تعطيـه مـن عطفهـا مــا الأم تعطـيـه
لئـن بنـى فـي عيـون النـاس منـزلـه
فـأنــا لمـنـزلـه الـمـعـمـور راعــيــه
يبكـي الحبيـب فـيـا عيـنـي مــا لكـمـا
لا تسـقـيـان فـــؤادا ضـــاع سـاقـيــه
هـل جـف دمعكمـا مـن نـار عاطفتـي
أم أنـــه الـصـبـر يجـديـنـي ويـجـديـه
تلـك العـواطـف عـنـدي فــي تدفقـهـا
كـأنـهـا الـبـحـر والأمــــواج تـعـلـيـه
وفــي فــؤادي عـطـاء لا حــدود لـــه
مـهـمـا تـدفــق فـالإخــلاص يـثـريــه
لو كنـت أملـك جنـح الليـل لانـطـلـقـت
روحــي إلــى ذلــك البـاكـي تواسـيـه
فكفكـف الدمـع يـا خلـي وكــن نغـمـا
لا يـعــرف الـسـعـد إلا مـــن يـغـنـيـه
فـأنـت مــا كـنــت لـلأحــزان أغـنـيـة
بـل أنـت شعـر وفـي الأفــراح ألقـيـه
دع الشـجـون لقلـبـي فـهـو يعـرفـهـا
وهـو الخبيـر بـمـا فيـهـا مــن التـيـه