1ـ عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري : أتى يوم أحد ولبس أكفانه ، وقال : اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى ، فقتل شهيداً .
ولذلك
يقول ( صلى الله عليه وسلم ) لفاطمة : أخت عبد الله ـ عمه جابر ـ : (
تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه )
وفي حديث آخر أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( يا جابر ما لي أراك منكسراً ) .
قال : يا رسول الله ، استشهد أبي ، وترك عيالاً وديناً .
قال : ( أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ) .
قال : بلى ، يا رسول الله .
قال : ( ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب ، وأحيا أباك فكلمه كفاحاً ، فقال : تمن على أعطك !!
قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية .
قال الرب عز وجل : إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون )
وأنزل
الله هذه الآية ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل
عمران :169).
وكما في حديث آخر ( فجعل الله روحه وأرواح إخوانه في
جوف طير خضر ، لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي
إلى تلك القناديل ) .
وفيهم أنزل الله هذه الآيـات : ( وَلا
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ
أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا
بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
(170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ
لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:171) .
2ـ في السير
عند هشام وغيره ، أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقف قبل غزوة أحد ،
يعلن الحرب على أبي سفيان ، ولبس لأمته ( صلى الله عليه وسلم )، وهو يتحدث
في الناس ويشاورهم ، أنقاتل في المدينة ، أم نخرج خارج المدينة إلى أحد .
فقام
شاب ، من بني عمر بن سالم ، فقال : يا رسول الله ، لا تمنعني ، ولا تحرمني
دخول الجنة ، فو الله الذي لا إله إلا هو لأدخلن الجنة .
فقال ( صلى الله عليه وسلم ) ـ وهو يتبسم ـ : ( بم تدخل الجنة ؟ ) .
قال : بخصلتين .
قال : ( ما هما ) ؟
قال : بأني أحب الله ورسوله كثيراً ، ولا أفر يوم الزحف .
قال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إن تصدق الله يصدقك ) .
وبدأت المعركة ، ودارت رحاه ، وأتى الصادق ، فصدق الله فقتل .
فمر
( صلى الله عليه وسلم ) عليه ، وأخذ يمسح التراب عن جبينه ، وتدمع عيناه (
صلى الله عليه وسلم ) ويقول : ( صدقت الله فصدقك الله ).
أرواحــنـا يـا رب فـوق أكـــفــنـا نـرجـو ثـوابـك مـغـنـماً وجــوارا
لـم نـخـش طـاغـوتـاً يـحـاربـنـا ولو نـصـب الـمـنـايـا حـولـنا أسـوارا
وكــأن ظـل السـيـف ظـل حــديـقـة خـضـراء تـنـبـت حـولنـا الأزهـارا
3ـ
جعفر بن أبي طالب : ترك ماله وولده ، وترك أحبابه ، وخلانه ، وجيرانه ،
وأتى قبل المعركة ، فكسر غمده وهذا عند العرب علامة على أنه لن يعود أبداً ،
وقال :
يـا حــبـذا الـجـنـة واقــتـرابـها
طــيـبـة وبــارد شــــرابــها
والــروم روم قــد دنـا عــذابــها
كــافـرة بـعــيـدة أنـســابــها
عـلـى إن لاقـيـتـهـا ضـرابــها
قاتل حتى الظهر ، فقطعت يمينه ، ثم يساره ، ثم قتل شهيداً .