لعينيك
كتبت ملايين الكلمات
وآلاف القصائد
لم أختر حروفي من الكتب
أو من القواميس
لم أبحر أبدا بين الخلجان
فوق الموج أو بين الشطآن
عندما كتبت عن عينيك
سقطت حروفي من الشمس
من دفئ القمر
من النجوم
نيازك فوق الأرض
تحطم تقاليد الإنسان
عندما كتبت عن عيناك
اخترت كلماتي من العالم
من كل الفصول
من الثلج
من الربيع
من فرح الأزهار
عندما كتبت عن عينيك
كتبت عن شفتيك
في كل يوم قصيدة جديدة
سمعت فيها ألف لحن
فغرقت فيها
واستسلمت للبحر
للموج الكامن بين ضفافها
في كل يوم
يختبئ دفئي وبرودي
بين راحتيك
نام شوقي بينهما
وأمل رجوعي
في كل يوم
تغفو كلماتي
وصفو أشعاري
في عينيك
بين شفتيك
في يديك
في كل يوم
ترافقني كلماتك
ألحان تختبئ
خلف ذكراك
فكلما قرأت كتاباتك
قرأت كلمات
يلتصق فيها عطرك
من رحيق شفتيك
فكيف تسأليني المزيد
وقد كتبت الكثير
كتبت
حتى تفجرت في السماء الينابيع
كتبت
حتى أصاب قلمي الملل
كتبت
حتى جفت ريشتي
ورحت أبحث في عينيك
عن أشياء لم أعرفها
لم يكتشفها إنسان
لم تكتب ولن تكتب
لأنني اكتشفت
إنني رغم ما كتبت عنك
لم أكتب شيء