تفسير حلم رؤيا البقرة
فسر ابن سيرين حلم رؤيا البقرة :
بأنها سنة وكان ابن سيرين يقول سمان البقر لمن ملكها أحب إلي من المهازيل
لأن السمان سنون خصب والمهازيل سنون جدب لقصة يوسف عليه السلام ، وقيل إن
البقرة رفعة ومال والسمينة من البقرة إمرأة موسرة والهزيلة فقيرة والحلوبة
ذات خير ومنفعة وذات القرون إمرأة ناشز ، فمن رأى أنه أراد حلبها فمنعته
بقرنها ، فإنها تنشز عليه وإن رأى كأن غيره حلبها فلم تمنعه ، فإن الحالب
يخونه في امرأته ، وكرشها مال لا قيمة له ، وحبلها حبل إمرأته وضياعها يدل
على فساد المرأة ، وقيل ان الغرة في وجه البقرة شدة في أول السنة والبلقة
في جنبها شدة في وسط السنة وفي إعجازها شدة في آخر السنة والمسلوخ من البقر
مصيبة في الأقرباء ونصف المسلوخ مصيبة في أخت أو بنت لقوله تعالى { وإن كانت واحدة فلها النصف }
والربع من اللحم مصيبة في المرأة والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القربات
وأما أكل لحم البقر إصابة مال حلال في السنة لأن البقرة سنة ، وقيل إن
قرون البقر سنون خصبة ، ومن اشترى بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة إن كان
أهلاً لذلك ، وقيل من أصاب بقرة أصاب ضيعة من رجل جليل ، وإن كان عازباً
تزوج إمرأة مباركة ومن رأى كأنه ركب بقرة وأدخلت داره وربطها نال ثروة
وسروراً وخلاصاً من الهموم ، وإن رآها نطحته بقرنها دل على خسران ولا يأمن
أهل بيته وأقرباءه وإن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها وألوان
البقر إذا كانت مما تنسب إلى النساء ، فإنها كألوان الخيل ، وكذلك إذا كانت
منسوبة إلى السنين . وإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها ، فإنها إمرأة
تقود على بنتها .وإن رأى عبداً يحلب بقرة مولاه فإنه يتزوج إمرأة مولاه
ومن رأى كأن بقرة أو ثوراً خدشته ، فإنه يناله مرض بقدر الخدش ، ومن وثبت
عليه بقرة أو ثور ، فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل ، وقيل البقر
دليل خير للأكرة ، ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب ، وأما دخول البقر إلى
المدينة ، فإن كان بعضها يتبع بعضاً وعددها مفهوم فهي سنون تدخل على الناس ،
فإن كانت سماناً فهي رخاء ، وإن كانت عجافاً فهي شدائد ، وإن اختلفت في
ذلك فكان المتقدم سميناً تقدم الرخاء ، وإن كان هزيلاً تقدمت الشدة ، وإن
أتت معاً أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر وذلك الإبان إبان سفر وقدمت
سفن على عددها وحالها وإلا كانت فتناً مترادفة كأنها وجوه البقر كما في
الخير يشبه بعضها بعضاً إلا أن تكون صفراً كلها ، فإنها أمراض تدخل على
الناس ومن رأى أبقار مختلفة الألوان شنعة القرون أو كانوا ينفرون منها أو
كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها ، فإنه عسكر أو غارة أو عدو
يضرب عليهم وينزل بساحتهم والبقرة الحامل تؤول بالسنة المرجوة للخصب ومن
رأى أنه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى إن كان فقيراً وعز وارتفع شأنه وإن
كان غنياً ازداد غناه وعزه ، ومن وهب له عجل صغير أو عجلة أصاب ولداً ، وكل
صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل إلى رجل وامرأة ، فإن صغيرها
ولد ، ولحوم البقر أموال ، وكذلك إخثاؤها وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين
فقال : رأيت كأني أذبح بقرة أو ثوراً ، فقال : أخاف أن تبقر رجلاً. وإن
رأى دماً خرج ، فإنه أشد أخاف أن يبلغ المقتل ، وإن لم تر دماً فهو أهون
وقالت عائشة: رأيت كأني على تل وحولي بقر تنحر ، فقال لها مسروق : إن صدقت
رؤياك كانت حولك ملحمة ، فكان كذلك .
وفسر النابلسي حلم رؤيا البقر : يدل البقر في المنام على السنين ،
فالبقرة السوداء أو الصفراء سنة فيها سرور وخصب ، والغرة في البقر شدة في
أول السنة ، والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة ، والبلقة في إعجازها شدة
في أخر السنة ، والبقر السمان سنوات ذات خصب ، والبقر الهزيلة سنوات ذات
قحط وجدب ، وأكل لحم البقر في المنام إفادة مال حلال في السنة ، وقيل
البقرة رفعة ومال وخصب ، فإن كانت البقرة سمينة فإنها إمرأة ذات ورع ، وإن
كانت ذات قرون فإنها إمرأة ذات منعة ونشوز، وإن كانت البقرة حلوبة فإنها
ذات منفعة وخير ، فإن أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنها تمنعه وتنشز عنه .
فإن رأى غيره يحلبها فلم تمنعه ، فإن الحالب يخونه في امرأته. فإن رأى:
أن البقرة انحلبت وضاعت فإن إمرأته فاسدة ، وكروش البقر مال ورزق .فإن رأى
بقرته حاملاً فإن إمرأته تحمل ومن رأى: أنه اشتراها فإنه ينال ولاية كورة
عامرة فإن رأى في داره بقرة تمص لبن عجلها فإنها إمرأة تتآمر على بنتها فإن
رأى عبداً يحلب بقرة مولاه فإنه يتزوج بامرأة مولاه ومن رأى: كأنه وجد
بقرة فإنه ينال صنعة من رجل شريف ، وإن كان أعزب فإنه يتزوج إمرأة مباركة
ومن رأى : أنه اهدي إليه لبن بقرة فإنه ينال إمرأة صالحة ، حليمة شريفة ،
أو يصيب سلطاناً أو ولاية . ومن رأى : أنه يركب بقرة معروفة فإنه ينال غنى ،
وينجو من همه وغمه ومن رأى : أن بقرة دخلت داره ونطحته بقرونها فإنه ينال
خسارة ولا يأمن من أهل بيته وأقربائه ومن رأى : قرن الثور أو البقر فإنه
ينال مالاً عظيماً ويملك أمراً جليلاً ويرث ذكراً وجيهاً بين الناس ومن رأى
: في منامه كأنه يضرب ثوراً أو بقرة بخشبة فإن له عند الله تعالى ذنوباً
كثيرة ، كذلك إن رأى أنه عضهما .ومن رأى: كأن ثوراً أو بقرة خدشته فإنه
ينال مرضاً بقدر الخدش وإن رأى ثوراً أو بقرة وثب أحدهما عليه فستناله شدة
وعقوبة ويخشى عليه القتل ومن رأى: كأنه ركب بقرة سوداء أو دخلت داره ،
وربطها فيها فإنه يصيب سروراً وخيراً ، ويذهب عنه الغم والهم والحزن
والوحشة ، والبقرة في الرؤيا دليل خير للجميع ، فإذا رآها مستجمعة فإنها
تدل على اضطراب ، ورفع الصوت يدل على أناس معروفين بلا أدب ، والمسلوخ من
البقر مصيبة في الأقرباء ، ونصف المسلوخ مصيبة في أخت أو بنت . وأما دخول
البقر المدينة ، فإن كان بعضها يتبع بعضاً ، وعددها مفهوم فهي سنوات تدخل ،
فإن كانت سمينة فهي رخاء ، وإن كانت عجافاً كانت شدة ، وإن اختلفت في ذلك
فكان المقدم منها سميناً يقدم الرخاء ، وإن كان هزيلاً تقدمت الشدة ، وإن
أتت معاً أو كانت متفاوتة ، وكان في المدينة بحر ، وذلك الوقت وقت سفر قدمت
سفن على عددها وحالها ، وإلا كانت فتنة داخلة مترادفة كأنها وجوه البقر
إلا أن تكون كلها صفراء فإنها أمراض تدخل على الناس ، وإن كانت مختلفة
الألوان أو كان الناس ينفرون منها أو كان النار والدخان يخرج من أفواهها
وأنوفها فإنها عسكر وغارة أو عدو ينزل عليهم ويحل بساحتهم ، والبقرة الحامل
سنة مرجوة الخصب ومن رأى: أنه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى إن كان
فقيراً ، وعز وارتفع شأنه ، وإن كان غنياً ازداد غناه وعزه ، ومن وهب له
عجل صغير أو عجلة أصاب ولداً ومن رأى: مجموعة بقر مجهولة لا أصحاب لها ،
أقبلت أو أدبرت أو دخلت موضعاً أو خرجت منه ، فإن كانت ألوانها صفراء أو
حمراء لا اختلاف فيها ، فإن ذلك أمراض تقع في ذلك الموضع ، وإن كانت
ألوانها مختلفة فإنها سنوات عجاف ومن رأى: أنه يملك بقرة سمينة فإنها سنة
خصبة ، وإن كانت حاملاً فهي أبلغ وأكثر ومن رأى: أنه يمسك بقرة برسنها أو
رأى أنه يملكها فإنه يتزوج إمرأة ذات خلق ودين ومن رأى: أنه يركب بقرة ،
فإن إمرأته تموت ويرثها ، وقيل إنه يتزوج أو يتسرى ، أو يلحقه من الغنى
بقدر سمنها أو عجفها ومن رأى : أنه أهدى بقرة إلى سلطان فإنه يسعى بقوم إلى
سلطان ، فإن قبلت هديته سمع منه السلطان فيهم ، وإن لم تقبل هديته سلموا
منه ومن رأى: أنه يأكل لحم البقر أو يشرب من لبنها فإنه يصيب زيادة في
ماله وسلطانه ، وفطرة في الدين ، وإن كان مريضاً شفاه الله تعالى .ومن رأى
: أنه يأكل شحم بقر فإنه يصيب خصباً ونعمة وخيراً ومن رأى : أنه يأكل سمن
البقر فإنه زيادة في ماله ومن رأى: أنه أوتي جلود البقر فإنه يأخذ مالاً
من السلطان أو من عامله ، فإن أخذت منه الجلود غرم مالاً للسلطان ومن رأى:
أنه أصاب جلود البقر أو ملكها فإنه يصيب مالاً كثيراً من سلطان أو رجل
شريف . وربما دلت البقرة الصفراء على الشر والنكد بسبب الميراث ، والبقرة
أرض كثيرة البركة ، ورؤية بقرة بني إسرائيل فتنة بسبب القتل لمن ملكها ومن
رأى: أنه ذبح بقرة وحش ليأكل من لحمها فإنه يصيب مالاً من إمرأة حسناء .
أما ابن شاهين فسر حلم رؤيا البقر : فمن رأى بقراً كثيراً ذكوراً
وإناثاً مختلفة الألوان تمشي وتخوض في ذلك المكان فإنه يدل على حصول المرض
في تلك السنة في ذلك المكان ، خصوصاً إن كانت عجافاً ، وإن كانت سمينة
فإنها تدل على الرخص وخصب السنة ومن رأى: أنه يحرث أرضاً ببقرة فإنه يدل
على حصول النعمة الكثيرة ومن رأى: أنه يخاصم مع ثور فإنه يدل على خصومته
مع رجل جليل القدر وأي منهما غلب كان أحسن ومن رأى : بقرة وهي ملكه وكانت
سمينة فإنها تدل على النعمة الكثيرة في تلك السنة ، وإن كانت مجهولة فإنها
تدل على حصول النعمة لأهل ذلك المكان في تلك السنة ، وإن كانت مهزولة
فتأويله بضده ولحم البقر مال في تلك السنة وجلدها يدل على الذخيرة في ذلك
المال ومن رأى : أن يحلبها ويشرب من لبنها، فإن كان عبداً يعتق ويتزوج ببنت
مولاه ، وإن كان فقيراً فإنه يستغني ، وإن كان غنياً فإنه يزداد غنى ، وإن
كان حقيراً يصير عزيزاً ويكون لأهل ذلك المكان مثل ما ذكر للرائي ، وإن
كان لها عجل فإنه يدل على حصول النعمة له ولأهل ذلك المكان في تلك السنة
ومن رأى: أنه يشتري لحم بقرة سمينة فإنه يتزوج في تلك السنة بامرأة غنية
ومن رأى: أنه يحلب بقرة ولا يشرب من لبنها فإنه يدل على أنه يجمع مالاً
كثيراً ولم يخرج منه شيئاً ومن رأى: أن البقرة تكلمت معه فإنه يدل على
اتساع المعيشة عليه بحيث يتعجب الناس منه ومن رأى: أن البقرة أقبلت عليه
فإنه يدل على إن السنة مباركة عليه ومن رأى: بقرة أدبرت عنه فإنه يدل على
السنة الغير المحمودة ومن رأى : أنه وقع على ظهر بقرة فإنه يدل على تغير
السنة عليه ومن رأى : أنه يتخاصم مع بقرة فإنه يدل على مخاصمته بامرأة
سليطة طويلة اللسان ومن رأى: أن بقرة عضته أو رفسته فإنه يدل على خيانة
عياله معه ، وقيل البقر السمان لمن ملكها أحب إلي من عجافها لأن السمان
سنون خصبة والعجاف سنون جدبة لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام { إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف }
وقيل إن البقرة رفعة ومال من وجه حل والسمينة من البقر إمرأة موسرة
والعجاف إمرأة معسرة والخضراء إمرأة ذات ورع والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات
القرون إمرأة ناشزة ، فمن رأى كأنه أراد حلبها فمنعته بقرنهافإنها تنشز
عليه .ومن رأى : أحداً يحلب بقرة فلم تمنعه فإن الحالب يخونه في امرأته .