تفسير حلم رؤيا البسملة
تفسير النابلسي لحلم رؤيا البسملة
: من رآها في المنام بخط جميل فإنها تدل على العلم والهداية والرزق
ببركتها . وربما دلت البسملة على الولد والحفيد لتعلق بعضها ببعض . وربما
دلت على إدراك ما فات لتكرر حروفها ، وتدل على السعي في الزواج . وربما دلت
على الهدى بعد الضلالة ، فإن كتبت في المنام بخط جميل نال مشاهدها رزقاً
وحظا في صناعته أو علمه ، وإن كتبها ميت فهي رحمة من الله تعالى . وربما
دلت كتابتها على الربح في الزرع ، وإن محاها بعد كتابتها واختطفها طائر دل
على نفاد عمر الرائي وفراغ رزقه ، وعلى هذا يقاس من كتب على يديه شيء من
القرآن الكريم أو غيره ، فقد قيل إن الحسن بن علي رضي الله عنه رأى في
المنام مكتوباً على جبينه : { والضحى، والليل إذا سجى } فرفع
ذلك إلى سعيد بن المسيب ، فقال : يا إبن رسول الله أوص واستغفر ففارق
الدنيا بعد ليلة ، فإن قرأ البسملة في الصلاة ، وكان مذهبه ترك البسملة في
الصلاة ، فبسملته في ذلك دليل على ارتكاب دين لم يحتج إليه . وربما دل على
الميل إلى الأب دون الأم ، والأم دون الأب ، أو يفضل سنة على فرض أو نفلاً
على سنة أو بدعة على مستحب ، ويعتبر ما كتبت به في المنام ، فإن كانت
مكتوبة بالذهب دلت على الرزق والاهتمام بالطاعات أو إصلاح السراء . وربما
دلت على الذكر الجميل والعقبى الحسنة ، واعتبر ما كتبت به من الأقلام ، فخط
الطومار مال طائر ، وخط المحقق تحقيق لما يرجوه ، وخط المنسوب أحوال
متناسبة ، وخط النسخ عزل ، والخط الوحشي يتضمن شيئاً طائلا ، وخط الأشعار
يدل على الغفلة والهيام ، وخط الريحاني رياء ، وخط الغباري مرض في العين ،
واعتبر ما كتبت عليه من غير ذلك ، فكتابتها بخط التوقيع عز ونصر وكتابتها
بخط الوراقة محاكمات ، فإن لم يتضح من كتابتها شيء ، فهو دليل على التلون
في المذهب أو المعتقد . وأما ما كتبت به من الأقلام الغريبة كالعبراني
والسرياني والهندي وما أشبه ذلك فإنه دليل على الدنانير الغريبة والأزواج
والجواري أو العبيد أو الألفة مع الغرباء ، فإن كتبها بقلم حديد دل على
القوة والرزق والثبات في الأمور ، وإن كتبها بقلم من فضة فإن كان كالقلم
المعتاد دل على توسط الأحوال ، خاصة إن كتبها بقلم ملتو أو ذي عقد ، وإن
كان القلم مستقيماً حسناً دل على المنصب الجليل ، أو العلم والعمل لمن فعله
في المنام ، فإن كتبها في كاغد ربما فعل فعلاً حسناً أو اتبع واجباً ، وإن
كتبها في رق سعى في طلب ميراث ، وإن كان في منسوج أحمر أو أصفر أو أبيض
نال فرحاً وسروراً ، وإن كان في منسوج أخضر نال شهادة عند الله تعالى ،
وكتابتها بالنور أو الذهب بشارة ، ورؤية النقط والشكل في البسملة في المنام
، فإن دلت البسملة على الزوجة فنقطها وشكلها مالها وجهازها وأولادها
وعصمتها ، وإن دلت على المال كان ذلك زكاته المفيدة ، وإن دلت على الصلاة
كان ذلك سننها ، وإن دلت على البلد كان ذلك أهلها وأعيانها من العلماء
والفضلاء وأرباب الصنائع من الرعية والمتاجر الرابحة ، واعتبرت علامات
الإعراب ، ورؤيتها في المنام ، فعلامة النصب منصب ، وعلامة الخفض عزل ،
وعلامة الرفع علو أو موت أو فراغ عمل ، وعلامة الوصل صلة ، وعلامة الجزم
جزم في الأمور ، وعلامة التشديد ضيق في الأمور وعسر ، فما دخل على البسملة
من هذه العلامات نسبته إلى دين الرائي أو دنياه ، وكذلك إن نقص وإن رأى
البسملة معكوسة الترتيب ، كمن يجعل الرحيم تعالى مكان بسم ، أو يقدم اسم
الجلالة على بسم ، ففعل ذلك في المنام دليل على الارتداد عن الدين أو
المذهب، أو أنه يفضل الإماء على الحرائر ، أو أنه يضع المعروف في غير أهله ،
فإن كتبها غيره ومحاها هو بنفسه دل ذلك على نقض العهد والارتداد عن
الإسلام ، أو أنه يبخل بما عنده من علم ومال ، وإن كان الرائي فعل ذلك في
المنام وهو مريض فإنه يشفى ، وإن كان عاصياً فينه يتوب . وربما تزوج ورزق
أولاداً صالحين أو ربح من التجارة ومن رأى أنه قرأ في منامه بسم الله
الرحمن الرحيم ، فإن الله تعالى يطرح البركة في ماله .