تفسير حلم رؤيا الثريد
تفسير حلم رؤيا الثريد لابن سيرين : إذا
كان كثير الدسم فهي ولاية نافعة ودنيا واسعة، وإذا كان بغير دسم، فإنه
ولاية بلا منفعة.وإن رأى كأن بين يديه قصعة فيها ثريد يأكل منها فقد ذهب من
عمره بقدر ما أكل منها وبقي من عمره بقدر ما بقي من الثريد، فإن الثريد في
الأصل يدل على حياة الرجل.وإن رأى بين يديه قصعة فيها ثريد كثير الدسم حتى
لا يمكنه أكلها دل على أنه يجمع مالاً ويأكله غيره.وإن رأى كأن بين يديه
ثريداً كثير الدسم وليس بطيب الطعم وهو يسرع في أكله حتى يستريح منه دلت
رؤياه على أنه يتمنى الموت من ضيق الحال.وإن رأى كأن بين يديه ثريدا وهولا
يأكل منه مخافة أن ينفد، فإنه يخشى الموت مع كثرة ماله من النعمة، وإن كانت
ثريدة بلا دسم وبلا لحم دل على حرفة نظيفة وورع، فإن لم يكن فيها دسم
البتة دل على حرفة دنيئة وافتقار، فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم بعض
السباع، فإن صاحبها يلي قوماً ظالمين على خوف منه وكراهية أو يكون بينه
وبين قوم ظالمين تجارة، وكون الدسم فيها دليل على تحريم منفعتها، وإن كانت
بلا دسم فلا منفعة فيها، فإن كانت الثريدة من مرقة طبخت بلحم الكلب دل على
ولاية دنيئة على قوم سفهاء، أو تجارة دنيئة أو صناعة مع قوم سفهاء ذوي
دناءة.وإن رأى كأنه أكل الثريد كله، فإنه يموت على ذلك الهوان والفقر، وإذا
كانت الثريدة من طبيخ سباع الطيور، فإنها معاملة مع قوم ظلمة مكرة في مال
حرام.وعلى الجملة فإن الثريد في الأصل حياة الرجل وكسبه ومعيشته ومنافعها
على قدر دسمها وحلالها وحرامها على قدر جوهر لحمها.
وأما ابن شاهين ففسر حلم رؤيا الثريد : فقال يؤول برزق حسن لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب الثريد ويقول { فضل عائشة على سائر الأمة كفضل ثريد اللحم على الطعام } .
والنابلسي فسر حلم رؤيا الثريد : أنه في المنام حياة الرجل وعيشه
وكسبه وحرفته.فإن رأى ملء قصعة ثريداً أو دسما فهي دنيا واسعة.وإن رأى
قصعة يأكل منها ثريدا فقد ذهب من حياته بقدر ما أكل منها، وبقي من حياته
بقدر ما بقي، فإن استوفاها فقد فني عمره، فإن أكل الثريد الكثير الدسم
فإنها ولاية في منافع على قدر الدسم، وإن كان من غير دسم فإنها ولاية بغير
منفعة.ومن رأى أن أمامه قصعة ثريد بدسم كثير، ولا يتهيأ له أكله فإنه يجمع
مالاً ويأكله غيره.ومن رأى أنه لا يأكل مخافة أن يفنى، فإن له نعمة كثيرة
وحياة طيبة ويخشى أن يموت.فإن رأى ثريداً بلا دسم غير طيب وهو يأكله كله
حتى يستريح منه فإنه يتمنى الموت من قلة ذات اليد والفقر، وإن كان الثريد
من خل بلا لحم فإنه حرفة نظيفة من حل وورع، وإن كان بغير دسم فإنها حرفة
دنيئة، وإن كان الثريد بلحم السبع فإنها ولاية على قوم غاشمين ظالمين مع
كره وخوف ووجل، فإن كان فيه دسم، فإن الحياة والمنفعة حرام إن كان الرجل
تاجراً، فإن معاملته مع قوم ظالمين أصحاب جور، وإن كانوا عمالاً فكذلك
كسبهم حرام، فإن كان بغير دسم فإنه بلا منفعة، ويدخله الوهم، فإن كان
الثريد بلحم كلب فإنها ولاية دنيئة وتجارة دنيئة، وكسب دنيء مع قوم سفهاء،
فإن كان مع دسم فإنه مال حرام، وإن كان بغير دسم فإنه كسب دنيء وفقر
وحرمان، وإن كل الثريد كله فإنه يموت في ذلك الفقر والذل والحرمان، فإن كان
الثريد بلحم سباع الطير فإنها ولاية وتجارة وكسب من مكابرين أصحاب مال ودم
مع مال حرام بخوف وكره.ومن رأى أنه يأكل ثريد كشك فإنها حرفة دنيئة بلا
منفعة.