سَاعَة الصِّفر
أنتِ لا تُحتملينْ!!
كلُّ أطواركِ فَوْضى
كلُّ أفكاركِ طينْ..
صوتُكِ المبحوحُ وحشيّ، غريزي الرنينْ
خنجر يأكلُ من لحمي. فلاّ تسكتينْ
يا صُداعاً عاش في رأسي
سنيناً.. وسنينْ..
يا صُداعي.
كيفَ لم أقتلْكِ من خمس سنينْ؟
*
إننا .. في ساعة الصِفْر..
فما تقترحينْ؟.
أصبحتْ أعصابُنا فحماً
فما تقترحينْ؟
عُلَبُ التبغ رميناها
وأحرقنا السفينْ
وقتلنا الحبَّ في أعماقنا
وهو جنينْ..
سبعَ ساعاتٍ..
تكلَّمتِ عن الحبِّ الذي لا تعرفينْ
وأنا أمضغُ أحزاني
كعصفورٍ حزين
سبعَ ساعاتٍ..
**نجابٍ لئيم.. تكذبينْ
وأنا أصغي إلى الصوت الذي أدمنتُهُ
خمسَ سنينْ..
ألعنُ الصوتَ الذي أدمنتُهُ
خمسَ سنينْ..
*
معطفي هاتيهِ.
ما تنتظرينْ؟
فمع الأمطار والفجر الحزينْ
أنتهي منكِ. ومني تنتهينْ
إنني أتركك الآنَ.. لزيف الزائفينْ
ونفاق المعجبينْ..
فاجعلي من بيتك الحالم مأوى التافهينْ
واخطري جاريةً بين كؤوس الشاربينْ
كيف أبقى؟
عابراً بين ألوف العابرينْ؟
كيف أرضى؟
أن تكوني في ذراعي..
وذراعي الآخرينْ.
كيفَ يا مُلكي ومُلْكَ الآخرينْ
كيف لم أقتُلْكِ
من خمس سنينْ؟.
*
أبْعِدي الوجهَ الذي أكرهُهُ..
أنتِ عندي
في عِدَادِ الميتينْ..
التفكير بالأصابع
ماذا يهمّكِ من أكونُ؟
حجرٌ..
كتابٌ..
غيمةٌ..
ماذا يهمُّكِ من أكونُ؟.
خلّيكِ في وهمي الجميلِ..
فسوفَ يقتلك اليقينُ..
ماذا يهمُّك من أنا؟
ما دمتُ أحرثُ كالحصانِ
على السرير الواسعِ..
ما دمتُ أزرعُ تحت جلدِكِ
ألفَ طفلٍ رائعِ..
ما دمتُ أسكبُ في خليجك
رَغْوتي وزوابعي..
ما شأن أفكاري؟
دعيها جانباً..
إني أفكّر عادةً بأصابعي...