مــحــاولــة لإقـــنـــاع رجــــــل صـــعـــب
شـعـر : الـدكـتـور عـبــاس العراقي
------------
ملأتَ كؤوس النـاس والعمـر ناضـبُ
ولـمّــا تـــزل تـمـلـي وغــيــرك شــــاربُ
ولـمــا تـــزل تـسـقـي حـقــولا تيـبـسـت
سـنـابـلـهـا واسـتـوبـأتـهــا الــمــشــارب
وتـعـصــر أثـــــداء الــرمـــال لـيــرتــوي
ســواك وإن لــم يـــرو رحـــت تـغـالـب
تـــــدرّ عـلــيــه مـــــن حـنــانــك وابـــــلا
وتستمـطـر الـدنـيـا و زهـــرك شـاحــب
فــمــا لــــك مـلـسـوعـا مــــرارا وغــافـــرا
لــمــن بــيــن كـفـيــه تــــدب الـعــقــارب
ومـالــك لا تـرســو وبـحــرك هــــادىء
ومـالـك قـــد أبـحــرت والـيــم غـاضــب
وكـــان صـهـيـل الـمــوج يـهــدر ثـائــرا
وحـولـك مــن كــل الـجـهـات غـيـاهـب
وتسمـع عصـف الريـح والليـل حالـك
و تـرنـو إلــى أفــق جـفـتـه الـكـواكـب
كــأنــك لا تـــــدري إلـــــى أي ســاحـــل
ستمضي وقد ضاقـت عليـك المراكـب
وأنــــك لا تــــدري مــتــى أنــــت قــافــل
فـــلا أنـــت مـغـلـوب ولا أنـــت غـالــب
أرح بالـك المشغـول فــي كــل لحـظـة
فـمـا جلـبـت غـيـر العـنـاء المـنـاصـب
عرفـتـك أعـلـى مـــن رئـيــس مـطــوق
وأكــبــر مـــــن مــكـــر يـغــذيــه نــائـــب
وأنــبــل مـــــن رهـــــط يـســيــل لـعــابــه
إذا فــرشـــت لـلأعـطـيــات الـحـقــائــب
فعـنـدك مـــن فـضــل الإلـــه سـحـائـب
مــن الـرشـد ساقتـهـا إلـيـك المـواهـب
وصــوت يــدوي فــي الفـضـاء بريـقـه
عنـاقـيـد نـــور أنضـجـتـهـا الـتـجــارب
بسطـت بـه شرقـا وغـربـا يــد الـهـدى
فــكــان لـسـانــا لـــــم يـدنــســه ثــالـــب
وفــكــر إذا كـــــل الـعــقــول تـثــاءبــت
تـقــادح فــيــه الـصـاحـيـات الـلـواهــب
ووشيت وجـه الديـن بالمنطـق الـذي
بـــــدا وســطــيــا بــاركــتــه الــمــذاهــب
لــمــاذا إذن تـســعــى لأمـــــر كـرهــتــه
وأمضيـت نصـف العمـر فيـه تـحـارب
أتبحث عن مجد ،، هنا مجدك الذي
سـيـبـقـى وكــــل الـمـغـريـات ذواهـــــب
تعلّـمْ مـن الشـابـي وكــن مـثـل طـائـر
يــحــلــق حــــــرا لا يــجــاريــه واثـــــــب
وأمـسـك بـحـبـل الله و الـــزمْ طـريـقـه
ودعــهــم فــــإن الله لا شــــك غــالــب