تحية لشهداء سيناء فى يوم عرسهم
يوم 17 رمضان 1433 الموافق 5 أغسطس 2012
زفُّوا الشهيدَ إلى الجنانِ وحورِها --- لو تعلمون بشوقِها وشعورِها
إن الحسانِ تزيَّنتْ لوصالِه --- وتعطَّرتْ من طيبِها وبخورِها
طوبى له عند العناقِ لدى اللقا --- واهًا له إذ يرتمي بصدورِها
لا تحبسوه عن الجنانِ فإنه --- يجدُ النسائمَ من أريجِ زهورِها
واسعوا به فلناظريه يلوحُ مِنْ --- بُعْدٌ بريقٌ ساطعٌ من نورِها
واستعجلوا في حملِه فلقد رأى --- ما يُشتهى من حسنِها وحبورِها
لا تبطئوا فالشوقُ مستعرٌ وكم --- يهفو لسكنى دورِها وقصورِها
باللهِ لا تتأخروا فالنفسُ لو --- قدرتْ لطارتْ نحوها من فورِها
سيروا به نحو الجنانِ فقد دنت --- وأتاه من أنفاسِها وعبيرِها
سيروا به حانَ اللقاءُ وبادروا --- واخشوا من التأخيرِ غضبةَ حورِها
لله درَّ فتى يجودُ بنفسه --- نالُ الشهادةَ حائزًا بأجورِها
طوبى له الجناتُ ذاقَ نعيمَها --- متقلبًا في طيبِها وسرورِها
ما فاته شيءٌ من الدنيا ولا --- يجدُ التحسُّرَ طرفةً لأمورِها
ولقد غدا من بؤسِها في مأمنٍ --- ولقد نجا من كيدِها وشرورِها
قد طلَّقَ الدنيا وبتَّ طلاقها --- لم يستجبْ لخداعِها وغرورِها
في وصفه كلُّ القصائدِ لا تفي --- مهما سمتْ في وزنِها وبحورِها
ليس الشهيدُ بميِّتٍ فالميْت من --- بذلَ النفوسَ لبهرجٍ من زورِها
يا عاشقَ الدنيا الدنيةِ لاهثًا --- لا فرقَ بين قصورِها وقبورِها
دنياك سجنٌ قد سجنتَ به فهل --- مُدحتْ قيودُ السجنِ من مأسورِها ؟
وانظرْ إلى الدنيا وآخرِ أمرها --- فأميرُها في القبرِ مَعْ مأمورِها
واخترْ لنفسكَ أي دارٍ تبتغي --- من جنةٍ تجدُ المنى في دورِها
والنارُ دارُ أخي الشقاءِ له الردى --- فالنفسَ أسلمَها هوىً لفجورها
واللهَ أسألُه التجاوزَ عائذًا --- أن يخرجَ الزلاتِ من مستورِها