خيط رفيع بين الحب والانتقام
مدخل ...
هذه الخاطرة مشاركة وجدانية أُهديها لصديقتي المكلومة
لم آتِ لمواساتك يا الحبيبة إنه قلمي تكلم بلسانكِ وأخرج ما في صدركِ من ألم
موضوعكِ أخيتي أشعل النار في قلبي أستأذنكِ سأترك القلم يتكلم ::::
أنها معانات حواء الأزلية
لم تكن مشكلتك أنتِ لوحدكِ
والمؤسف أخذت هذه المشكلة تزداد بشكل مخيف
كانت ولا زالت السبب في تشتت أسر آمنة وزيادة نسبة الطلاق وإحداث تصدعات في المجتمع
أنها خيانة الزوج ( معذرة شباب هذا هو الواقع !!)
كيف للعقل أن يصدق قلبان أرتبطا بعلاقة ٍ رائعة كللت بالزواج ،
يأتي من يحطم كل شيء ! كمن أحرق بيته بعود ثقاب عمداً !!
خيط رفيع بين الحب والانتقام
حالما تهب رياح الغدر تُحدث خلل في التوازن
يصبح البيت في حالة إنذار وترقب نذير حرب باتت وشيكة
تبدأ بالتراشق بالكلام وتقاذف قنابل مسيلة للدموع
محاولات لم الشمل وتدخلات المقربون من كلا الطرفين باتت مستحيلة
لم يكن بالأمر الهين حينما تدخل حشرة من عُقب الباب تدس سمها في زوايا الدار
وتقلب كيان هذه الأسرة رأسا ًعلى عقب
ينهار هرقل الجبار ويصمم على الانكار ويختلق الأعذار
غاب عن باله هناك شواهد ومستمسكات تدينه
يعم المكان فوضى وفلتان أمني وخسائر لاحصر لها
الخيانة هي الضربة القاضية التي تسقط القلب صريعا ًعلى حلبة الحياة
يموت في داخله كل شيء جميل
وينبت محله الحقد والكراهية وحب الإنتقام
تتساقط أوراقه على أرصفة الندم والحسرة
تُسحق جذور الوصل
تلعن القرابة والنسب
يستفيق في القلب برعم حاد النصل كالخنجر
يحصد أجنة الحب والشوق من الجذور
يكتسح مخلفات الماضي والحاضر
يغير مجرى الدم في الوريد
تتقيأ الروح آثارهم كسم زعاف
تموت المشاعر ويتحول الإنسان الى وحش كاسر
يبحث عن أي وسيلة للانتقام
إنه الانتقام المشروع
لايحاسب عليه القانون
فقط لاسترجاع كرامة أُهدرت
سرقت من جيوب الوفاء والتضحية
هنا يقف هذا الكائن المهزوم على حافة بركان
يقذف حمم الغضب ولن يبالي حروق أو تشوهات
وهنا تنتحر الأحلام على خارطة الضياع
بين الحب والكراهية خيط رفيع
حينما تَتَعرض الروح لشرخٍ عميق
يتقوس ظهر الحياة ، وتتكسّر الأطراف
لن تُجدي كل محاولات الإصلاح والترميم
يقال أن البشر ألوان
لكل أنسان لون يعكس ما في داخله
البعض ألوانهم تتعب النظر
والبعض الآخر ألوانهم تسرّ النظر
هناك ألوان يحتار معها النظر
وألوان جميلة براقة تُخدع النظر !!
وألوان كلما نقترب منها أكثر تتغير !!
بأي لون كنت يا هذا تتبختر !!
لونك خلطة عجيبة لا تفسّر !!
زمان كنت أشعر بلونك يُسحر !!
أيعقل كنتُ ساذجة !!
أم كنت مصابة بعمى ألوان !!
لونك يا هذا لغز عجيب حيّر البشر
حرباء تتلون بلون المكر والخداع
عندما نخدع نتألم بشدّة
يتمدد الألم في كياننا ويتفرع كأذرعة أخطبوط
إنه إحساس تعجز الأبجدية عن وصفهِ بكلمات
عندما بحثت عنك في صندوق ذاتي
وراجعت ملفات الماضي
وجدت صفحاتي بيضاء تفيض حب وتضحيات
وجدتك أنت بين الأوراق ملاك يحلق في السماء
سأظل أتساءل لماذا كسرت قلبي !؟
لماذا ذبحتني وأهدرت دمي ؟ !!
لاتلومني إن أسقطتك من عيناي للقاع
لانهالم تتعود النظر تحت
عيناي تسمو لفوق
عيناي تهوى الصفاء وزرقة السماء
زمان كنت آراك على رؤوس القمم تسمو
كنت أنظر اليك بعيون .... الفخر
لاتلومني إن تهاوى نجمك وأندحر
تسقط من عيني عندما تمثل دور الحمل الوديع
وتلبس قناع مزيف وترتدي ثوب الوفاء
أسقطتك من قلبي الممتلئ .... ندم
ففي عز أحتياجي اليك
كُنتَ تغير مجرى الحديث وتغير الطريق
ويضيع منك العنوان !!
لم تكن الرجولة يوما ً
مظهر براق وربطة عنق ثمين وعطر مميز
والتفنن بإنتقاء شهد الكلام
والتسكّع بين قلوب النساء
الرجولة مواقف وأفعال
وكلمة غير قابلة للتكرار!!
عندما نطعن في الصميم وبدون ذنب
ونرى بشاعة الغدر تكشر عن أنيابها بوقاحة
وكأنها تعلن عن نفسها ..
دون تستّر دون حياء
دون غطاء ...
وكأنه يقول
ها أنا ذا ...
وهذا هو وجهي الحقيقي !!
عندها نقول ، فقد الانسان ماء وجهه
وكشّر عن أنياب .. الذئاب
ألف وأدور حول نفسي بصمتٍ وذهول
ودمعة تحجرت تأبى النزول
أتحسس المكان !!
هل مازال موجود
أم هوى بفعل زلزال
أفتش عن الروح
هل مازالت تتنفس الحياة
أم تناثرت بين الأنقاض
تهتز الأرض تحت قدمي
دُمر تاريخي وحاضري
وأنتحرت أحلامي
لم أجد غير الخيبة .. تواسيني
ها أنا أجرجر ما تبقى مني .... وأهرب
أضغط على جرحي النازف بيدي
بيدي الآخرى أسحب خيبتي وأغادر
أدير ظهر قلبي المطعون بصمت وذهول
... ودمعة تيبست
أغطي وجهي بوشاحي الأسود
أداري شحوب وذبول
أضغط على مكان وجعي
لأغلق نزف قلبي المطعون
أهرب بعجالة ولن التفت للوراء
شيء ما يمسك بطرف ثوبي
يشدّني لنفس الاماكن
لنفس الوجع
لن يتركني أغادر
كأنه أتى ليكمل على ماتبقى مني
ويصب في جوفي كؤوس ماء مغلي
أصبت بخرس وفقدان نطق
هل هناك ألم يوازي ألم الغدر
أنه أشد وطأة ًمن الموت
أتذكر حين لملمت حقائبك بالخفاء
وهممت بالرحيل لبيتكَ الآخر !!
هربت متخفي كما الأشباح
ليتك تعلم أن الهروب شيمة الجبناء
كاللص تسلل في الظلام
ستظل تركز بنظرك لتحت
ليس خجلاً أو ندماً أو تأنيب ضمير
لأن مثلك لن يملك ضمير ولن يفقه معنى الخجل
أبدا ًلن تتجرأ رفع نظرك لفوق
لأنك أعتدت على التقاط الرذائل من البرك الآسنة
تجذبك روائح المستنقعات النتنة
ليس بالضرورة نختلف كي نفترق
أو نتشاجر ونلعن أسماء بعضنا البعض
كن على يقين
لمست التغيير من أول لحظة إختراقك للفايروس
لم أُفاجأ ولم أُصدم
صمتك المقيت أخبرني بكل شيء
إعلم يا أنت
لم يعد غيابك يعني لي شيء
أحب أن أطمئنك أنني بخير
سأكون بخير أكثر مما تتوقع
لم يكن بالأمر الغريب عليك
الخيانة خلقت معك وتجري بدمك
أعتب على نفسي كيف خُدعت بك ولم أعرفك
هل هناك وجع أقسى من الموت
الآن فقط أعلنت موتك
لستَ أغلى ممن سبقوك ورحلوا
كم رثيت من قبلك أناس
كان رحيلهم فاجعة
عندما نفقد أعظم أثنان ( الأبوان)
لم يعد للرحيل معنى بعد رحيلهم
حتى لو رحل العالم دفعة واحد
لن يكون بحجم كارثة فقـــــدانهم
كمن دبغّ جلده بضربات السياط
أحب أن أطمئنك أنني سوف أرثيك
وأجاملك بكلمتين
لأنني أصيلة والوفاء طبعي
ولسوف أتقبل العزاء فيك
هكذا ختمنا وهكذا بدأنا
تبقى طعنات القريب أشد وأقسى
مخرج.....
أطالب ولاة الأمر !
* إعادة النظر في القانون
*النظر بعين الرحمة الى المرأة إن قسى قلبها وإنصافها ومراعاة حالتها النفسية
*أن يُنظر للخيانة كجريمة عُظمى
*أن يصدر قانون بإعفاء المرأة في حال أنها أقدمت على قتل زوجها بدافع الخيانة
وأعطائها كامل الحق في ذلك
لأن الخيانة بشعة
ولن يشعر بألم المرأة إلا المرأة
!