الآمير
يروى أن أحد الآمراء خرج في احدى الليالي متنكرا" خارج قصره
الفخم ليطلع على أحوال الناس عن كثب دون أن يعرفوه فأخذ يمشي مبتعدا" عن
قصره حتى وصل الى أطراف المدينة وكان الظلام دامسا" فرأى ثلاثة أشباح تسير
بأتجاهه فأخذ يقصر من خطواته وشد لثامه لكي لا يعرفوه حتى وصلو اليه فسلم
عليهم فردوا السلام ...
فبادرهم قائللا" : ما الذي أخرجكم بهذه الظلمة ؟
فرد أحدهم : أخرجنا الجوع .. وأنت ما أخرجك ؟:
قال : الذي أخرجكم هو الذي أخرجني ؟ أين ذاهبون أنتم الآن ؟
قالوا : نحن ذاهبون لسرقة قصر الآمير ؟وأنت ؟
قال : سأتي معكم ؟
وطار فرحا" لسماعه الفكرة .... فسأله رئيسهم نحن كل له موهبته فمثلا" أنا ان رأيت رجلا" في الليل أعرفه بالنهار ؟
وقال الثاني : أنا اذا سمعت نباح الكلب سأعرف ما يقول ؟
وقال الثالث : أنا اذا لمست فطرا" في جدار أستطيع بوكزة فتحة ؟
فقال الرئيس : وأنت ما تحسن صنعه ؟
قال الآمير: أنا اذا رفعت يدي يتوقف كل شئ ؟
فوافقوا صحبته على أن يلتزم الصمت ......
فمشوا
حتى وصلوا جدران القصر ...... فأخذ أحدهم يتلمس جدران القصر ثم وكز الجدار
ففتحه فدخلنا القصر جميعا" فأذا بكلب ينبح فألتفت الذي معهم فقال ان الكلب
يقول ان الآمير معكم فوقفوا جميعا" تجاهه ؟ فأدرك ان الموقف صعب ولابد من
حل سريع يزيل كل شبهه ؟ فقال أنا جائع كما أنتم جياع وأنا أعرف نفسي كما
أنتم تعرفون أنفسكم والمال في القصر ينتظرنا فهلموا معي ؟ فتبعوه حتى وصلوا
شرفة القصر فأستطاعوا فتحها والتسلل الى الداخل حتى وصلوا الى ديوان
اللآمير حيث مجلسه ثم بدأو بفتح الخزنة فأستطاع الآمبر أن يخفي نفسه وراء
احدى الآسطوانات المنزل في الصالة الكبيرة وأخذ يراقب السراق ..........
وكان أولهم الذي فتح القاصة قد أخرج شيئا" أبيضا" منها لا يعرف ماهيته فلما
تذوقه قال لآصدقائه لنه ملح ؟ فتذوقوه جميعا" ثم قرروا أن لا يسرقوه لآنهم
ذاقوا ملحه ومن عادات العرب أنهم اذا ذاقوا أو أكلوا في بيت لا يخونوه
أبدا" .......... فردوا الملح في مكانه وفي هذه الآثناء حدثت جلببه في
القصر حيث الحراس وحركتهم السريعة والصياح ونباح الكلاب كلها اشارات على
انتهاك حرمة القصر ودخول السراق له فعرفوا أن فرصة نجاتهم تكاد تكون معدومة
فتفرق الجمع وأخفوا أنفسهم في كل مكان والآمير يراقب ما يجري فدخل الوزير
فرأى الخزنة مفتوحة فحمل منها ما استطاع من المجوهرات والذهب والمال ثم
انصرف سريعا" ثم جاء رئيس الحراس وأدخل رأسه في الخزنة وحمل ما استطاع من
المال وهرب سريعا" ثم بعده بقية الحراس الكل سرق ما عدا الغرباء
..........؟
وبعد فترة وجيزة دخلت الصالة جمع غفير من الحراس فألقوا القبض على السراق الثلاثة والامير يراقب ما يجري بألم وحسرة ..............
في
الصباح الباكر علقت المشانق في ساحة القصر وحضر القاضي والوزير والامير
والحراس للآقتصاص من الجناة فقال رئيسالسراق ان الامير كان معنا البارحة
فلما تلا القاضي حكم الاعدام بحقهم و أرادوا تنفيذه رفع اللآمير يده فوقف
التنفيذ ...وأمر بتنزيلهم من أعواد المشانق فلما اقتربوا منه قال لهم :
ألم أقل لكم اني اذا رفعت يدي يتوقف كل شئ ؟ قالوا صدقت أيها الآمير فقال
أني قررت العفوا عنكم وقال للحضور : أيها الناس اني قد عفوت عن هؤلاء
السراق لآني كنت أراقبهم عندما فتحو الخزنة وذاقوا الملح فتركوا السرقة
تقديرا" لصاحب الملح وما يقره العرف ولكن الذي سرقني هم أهلي وحراسي ومن هم
أكلوا وشربوا سنين في هذا القصر وهم فلان وفلان وأني أمر بحبسهم وجعل
هؤلاء ويقصد السراق من حاشيتي أكراما" لهم بحفظ العرف والآمانة
.............