كان ثابت بن
ابراهيم يسير ذات يوم في الكوفة ،اذ سقطت تفاحة من بستان فأخذها ،فأكل
نصفها ثم تذكر انه ليست ملكه ،فدخل على البستاني وقال له : لقد اكلت نصف
تفاحة ،فسامحني فيما اكلت فخذ النصف الباقي ...
فقال البستاني : ليس لي ذلك فالبستان ملك سيدي وهو يسكن على مسيرة يوم وليلة ...
فقال له : لأذهبن اليه مهما كان الطريق بعيداً...
وصل ثابت الى بيت صاحب البستان وقال له :يا سيدي سامحني فيما اكلت من التفاحة ...وهذا هو نصفها الآخر !.
فنظر اليه صاحب البستان وقال :يا هذا لا اسامحك الا بشرط واحد .
فقال :ما هو ؟
فقال
: ان تتزوج ابنتي ! ولكن اريد ان اخبرك عن صفاتها قبل ان تعقد عليها
...فهي عمياء ولا ترى بكماء وصماء لا تسمع ومقعدة لا تتحرك !....
احتار ثابت في الأمر ، اهذه زوجة تصلح لأن اتزوجها ...ومن اجلها لا يسامحني فيما اكلت من التفاحة ؟!...
وافق ثابت وقال : قبلت خطبتها وسأقوم على خدمتها ،وبذلك اكسب ثوابها عند الله تعالى .
دعا
ابوها بشاهدين ،ودخل ثابت على زوجته فألقي عليها السلام ...فردت عليه
السلام ونهضت واقفة ، ووضعت يدها في يده ،فقال ثابت : عجيب امرها قد ردت
السلام فهي ليست صماء !!....وقامت واقفة فهي اذا ليست مقعدة !!...
ومدت يدها الى يديه اذن ليست عمياء!!!
فقال لها : لماذا اخبرني ابوك انك عمياء بكماء صماء مقعدة ؟؟؟
فقالت
: لقد صدق ابي ،فأنا عمياء لأن عيني لم تنظر الى ما حرم الله ، صماء
لأذنين عن كل ما لا يرضي الله ...بكماء اللسان لأن لساني لا يتحرك الا بذكر
الله ...مقعدة لأن قدمي لم تحملني الى مكان يغضب الله تعالى ...
فقال ثابت :فنظرت الى وجهها فكأنما هو قطعة من القمر ليلة التمام ...
فدخل بها فأنجبت منها مولودا ملأ طباق الأرض علماً وفقهاً ...انه الإمام الجليل أبو حنيفة النعمان بن ثابت ...
ألم تكن نصف التفاحة هذه سببا في في ولادة امام ؟!