مسرحيةٌ هزلية من الحياةِ .. أبطالُها جهتان
جهةٌ ترزقُ بصفاءِ النية
وجهةٌ ساقها الدهاءُ نحوَ استغلاله باغتصابِ حقوق الآخرين ..
حوريةٌ نقية تتكونُ من ثلاثةٍ وعشرين بقعة تسكنُ في منتصفِ العالم
كلُ بقعةٍ تحوي من الخيراتِ ما يجعلها مطمعاً للآخرين..
حُسنُها في لونها الأخضر وتميزها يكمنُ في روحها التي تأبى الانصياع
بينما تعيشُ كما اعتادت أن تعيشَ في باقي الأيام
هُناك في غربِ العالمِ يسكُنُ قرصانٌ جعل النهبَ والسلبَ
طريقهُ نحو الرقي والتقدمِ خطواتٍ إلى الأمام
بعدَ أن سيطرَ هذا القرصانُ بعقلهِ الماكرِ على ثلاثةِ أرباعِ العالمِ
وجعلَ كلَ جهةٍ منهُ لا تتقدمُ إلا بأمره
فكرَ في العودةِ للضغطِ على تلكَ الحورية التي كانت قد رفضت عروضهُ
مسبقاً ..
عاودَ مجدداً لها وقد أصبحَ أكثر قوة محاولاً بشتى الطرقِ السيطرةَ على ما تحملُ من خيراتٍ
تعينهُ في مواصلةِ طريقهِ ..
تلك الحوريةَ تملكُ قلباً طيباً لكن في كلِ بقعةٍ منها مشكلة تعاني منها
وما تلك المشاكلُ إلا نقاطُ ضعفٍ استغلها ذلك القرصان للتغلغلِ فيها أكثر
وتعاملَ مع كلِ جهة بمشكلتها التي تعاني منها
الجهةُ الشمالية كانت تعاني الظلمَ والجور
أغواها بكسرِ القيود وبحياةٍ لا تحوي تعذيباً ولا إرهاباً
ولا خوفاً ولا غدراً وما كان لتلك الجهةِ إلى تصديقَ الوعود
والرضوخَ لرغبتهِ رغبةً في تحقيقِ رغباتها
فما كانت النتيجة إلا دماراً أكثر ورعباً أكثر وقتلاً أكثر
والبقعةُ الصغيرة كانت تعاني الأسرَ والاحتلال مِن قِبَلِ
جهةٍ لا تفقهُ في الرحمةِ شيئاً
وعدها بالنصر والإستغلال ورحيل العدو ..
فما كانت النتيجة إلا أن دماءها أهدرت
وما بقي لها سوى حجارةٍ تقي بها نفسها ظلمَ العدو
لكن هل تنفعُ الحجارةُ أمام نارِ الجشعِ التي تحرقها كل حين ..
والجهةُ الأخيرة حدثها باسمِ الحرية
وزرعَ في عقلها بأن الحرية لا تأتي إلا بالثورة
فما كانت نتيجةُ الثورةِ إلا تبعثراً وضياع
وهمجيةٌ وانتشارُ فساد
هكذا أصبحَ حالُ تلك الحورية بعد ما كانت عاصمةَ الجمالِ في العالم
أصبحت الآن مكاناً للصراعِ والتشتت..