حب الرجل وعلاقته

بسم الله الرّحمن الرّحيم
وصلّى الله على سيدنا ومولانا محمّد وآله وصحبه وسلّم

الحمد
لله الذي جعل القلوب رياضا ترتع عندها أحوال العاشقين، وتبكي وتندب
وتتهتّك إذا لاحت أنوار المحبوبين،بمقتضى على الحب خلقنا وعلى الحب
جبلنا،فجعلوا لنا في كلامهم، وإشارتهم، أبياتا نقولها،ونغينها،ونطرب بها
،وبأحوالها، وألحاظها، وما كمن في أسرارها،إذا لقينا من نحب وإذا صادفنا من
يكون على فكرك نهج، وبقولك درج، وما في أقواله وأحواله وفعاله عوج، ثم
الصلاة والسلام على سيد الأنبياء والأولياء الذي بقوله وحكم به (حبّب إلي
من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة) وقال وصدق من قائل صلّى
الله عليه وآله وسلّم(من عشق وكتم وعفّ فله أجر شهيد)...
فجُعل الحب
قبلة يتوجه إليها ولطيفة سرية تشترك فيها الشعوب ويطرب بها الحبيب والمحبوب
ولا يدري ذلك إلا من جرّب وخاض غمراته بصدق وتحقيق لا بالقول والتلفيق فكم
من يقول أنا أحب وما هو في ذوقه ذلك شيء إنما هو يدعي أقوالا ونسبا لم
يفقهه....
وبعد هذه المقدمة التي أردتها أنت تكون صورة مصغرة على ما أقول:
الأذن عاشقة والعين عاشقة شتان بين الخبر والبصر
فالله
قد جعل لنا لطيفة تتشوق في أحوالها دائما فطلب وأمر بان يكون توجه القلب
كله له ولرسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ولاشك بان للقلب تقلبا
عجيبا يلتفت هنا وهناك والرجل بطبعه يتوجه للجمال أيا كان أقصد جمال النور
الموجود في المرأة فالرجل باطن ويتشوق لظاهره أينما وجد ظاهره التي هي
المرأة لم يستطع صبرا لأنها ستر لباطنه فتجده يجهد ويحزن وينقبض إذا رآها
ويطرب إذا غاب عنه مناها وكذا هي المرأة ظاهر وتتشوق لباطنها التي تستره
فأينما وجدت باطنا لظاهرها تجد الدموع قد يملأ قلبها وتتشوق لذلك أبدا فلا
تستطيع التصريح لأنها من ظاهر فقط فالباطن هو الذي يقول ويوجه لأن له
الأصالة والظاهر له التبع والتقييد فلذ نجد غالب الفتيات لا يستطعن التصريح
بمشاعرهن إلا بقصص يكتبونها فينقلون أحوال قلوبهن في ورق يرحم ما تجد
الفتاة في حشاها بعكس الرجل الذي تجده يحافظ على مشاعره في قلبه وتراه
دائما مهموما مغموما...ومن هذا كله...
كيف يمكن التوفيق بين محبة الله ورسوله ومحبة المرأة
فلاشك أنهم من جعلوا قلوبهم كلها لها وهذا خطأ وما هو هذا الحب ومن جربه بهذا الطريق سيعلم يقينا بأنه سينقطع يوما ما
ولكن الحب الطيب والأحلى بل الوحيد هو الذي من جعله وسيلة موصلة لمحبة
الله ورسوله فالمرأة سر رباني أودع الله فيها من الأسرار ما يتحير منه
العقل ويرجع القهقري إذا مشا على هذا النهج القويم والخطب الجسيم فيدرك بان
المرأة مقصودة في ذاتها لتحقق له السعادة في الدنيا والآخرة فالله هو الذي
جعل بين المرأة والرجل المودة والرحمة قال الله تعالى (هو الذي جعل لكم
أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) وعبر هنا بالسكن فهي
الإمطئنان والهدوء أليس من يبيت في الشوارع ويخيم هنا وهناك تجده مشوش في
كله فهي الحافظة له بان يهدأ ولا يتشوش..
وعلى مثل ليلى يقتل المرأ نفسه ويحلو له مرّ الغرام ويعذب
وفي
مثل هذا اليوم إذا وجد الرجل المرأة التي تناسب مواصفاته ولم يسرع لها
ويخبرها فقد خسرها بحيث في الغالب لا يمكن أن يعوض عنها بديلا والله جعل
للوصول لها وسائلا شرعية موجودة في مظانها إلا أن المطلوب أن تعرف هذه
المرأة توجهك......

ولو ساعدت القلم بكتابة كل ما يخطر في خاطري لما ساعدتني بذلك الصفحات ولا والورقات ولا المجلدات...
وعلى
مثل هذه الكتابة ليكسر القلم ولا يقوم ويسيل حبره على الورق ليدرك بان
للقلم أحوالا لا يستطيع نقلها ولا كتابتها ومنها أخبار العاشقين

فهذه
المقالة كتبتها في وقت عاجل جدا ولم أشأ نقلها هنا لكي لا يساء فهمي وما
أريد قصده المهم هو السلام لنا موصول لكل من جرب هذا الداء ولم يعرف كيف
يحوله دواء وترياق العيش وإلى من عرف بأنه ترياق وخاض بعدها أسراره وعرف
كوامنه إلا انه أدرك انه بعيد غوره فعلم معالم تلك الغور ونقلها كما رآها
وشاهدها...
وآسف مجددا لأن في المقالة ألفاظا ومصطلحات خاصة بالمحبوبين والعاشقين ...
وهذه المقالة خلاصة مطالعتي طبعا لعديد من المجلدات في هذا الفن والعلم والمتوقف على التجريب...
اللهم عرفنا بمن نحن وانقلنا نقلا طيبا محفوفا بحفظ وتيسيرك
والسلام أيضا لمن طالع المقالة وفهم قصدي أو لم يفهم قصدي
وكان كتبتها على عجل بحيث لم يتوقف القلم من سردها ....
ولي وقفة أكثر تفصيلا وتوضيحا ......