في سُكونِ اللَّيلِ لَمّا تَنثَني يَقظَة الإِنسان مِن خَلفِ الحِجاب
يَصرخُ الغاب أَنا العَزمُ الَّذي أَنبَتَتهُ الشَّمسُ مِن قَلبِ التُّراب
غَير أَنّ البَحرَ يَبقى ساكِتاً
قائِلاً في نَفسِهِ العَزمُ لي
وَيَقولُ الصَّخر إِن الدَّهر قَد شادَني رَمزاً إِلى يَومِ الحِساب
غَير أَنّ البَحرَ يَبقى صامِتاً
قائِلا في نَفسِهِ الرَّمزُ لي
وَتَقُولُ الرِّيحُ ما أَغرَبَني فاصِلاً بَينَ سَديمٍ وَسَما
غَير أَنّ البَحرَ يَبقى ساكِتاً
قائِلاً في نَفسِهِ الرِّيحُ لي
وَيَقُولُ النَّهرُ ما أَعذَبَني مَشرَباً يَروي مِن الأَرضِ الظَّما
غَيرَ أَنّ البَحرَ يَبقى صامِتاً
قائِلاً في ذاتِهِ النَّهرُ لي
وَيَقولُ الطّودُ إِنّي قائِمٌ ما أَقامَ النّجمُ في صَدرِ الفَلَك
غَير أَنّ البَحرَ يَبقى هادِئاً
قائِلاً في نَفسِهِ الطّودُ لِي
وَيَقولُ الفكرُ إِنّي ملكٌ لَيسَ في العالم غَيري مِن ملك
غَيرَ أَنّ البَحرَ يَبقى هاجِعاً
قائِلاً في نَومِهِ الكُلّ لي