الجنس : الدولة : المهنة : احترام قوانين المنتدى : نوع المتصفح : نسخة المنتدى : عدد المساهمات : 9681نقاط النشاط : 40899 تاريخ التسجيل : 26/10/2012فريقك المفضل :
موضوع: روح الأرواح الجمعة مارس 29, 2013 10:22 pm
العنوان
روح الأرواح
المؤلف
د.علي بن عمر بادحدح
نبذه عن الكتاب
قال المؤلف: إن الله خلق الإنسان من قبضة طين ونفخة روح ، ويسر للجزء لطيني غذاءه من الأطعمة والأشربة التي تنمو بها الأجساد، وتقوى بها الأبدان، وأما الروح فهي السر الأعظم الذي لا يعرف كنهه البشر فهذه الروح لا يمكن تغذيتها ولا تقويتها ، ولا حمايتها ووقايتها إلا من طريق خالقها وبارئها ولقد جعل الله للروح ما تسمو به وترتقي ، وما ترق به وتشف ، وتسعد به وتلتذ ، فتصبح حنيئذ في تمام النقاء والصفاء ، وكمال القوة والنشاط ، ألا وإن أعظم ما تحيى به الروح وتسعد ذكر خالقها الذي به تتغذى ، ومعراجها الذي فيه تترقى ، وزينتها التي بها تتحلى ،وعدتها التي بها تتقوى ، فالذكر : " منشور الولاية الذي من أعطيه اتصل ، ومن منعه عزل ، وهو قوت قلوب القوم التي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً ، وعمارة ديارهم التي إذا تعطلت عنه صارت بوراً ، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق ، وماؤهم الذي يطفئون به التهاب الحريق ، ودواء أسقامهم الذي إذا فارقهم انتكست منهم القلوب ، والسبب الواصل والعلاقة التي كانت توصلهم إلى علام الغيوب ، به يستدفعون الآفات ، ويستكشفون الكربات ، وتهون عليهم به المصيبات ، إذا أظلهم البلاء فإليه ملجؤهم ، وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم ، وهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون ورؤوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون ، يدع القلب الحزين ضاحكاً مسروراً ويوصل الذاكر إلى المذكور ويجعله ذاكراً مذكوراً "[تهذيب المدارج ص:463] ، فلله در ابن القيم ما أبدع وصفه ، وما أعمق فهمه ، فتأمل تلك المعاني ولنمض معاً لمزيد من الإيضاح والإفصاح عن روح الأرواح . الذكر هو العبادة المطلوبة بلا حد ينتهى إليه { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً } وبلا وقت تختص به { ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى} وبلا حال تستثنى منه { الذي يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم } . وهذه تذكرة في الذكر نبدأ فيها بمعنى الذكر ودلالته، ونثني بمكانته وأهميته ونقف مع فوائده وآثاره، ونعرج على أقسامه وأنواعه، والله أسأل أن يجعلنا من الذاكرين، وأن يتقبلنا في عباده الصالحين .