تتعرض الحامل خلال فترة الحمل ، وهي فترة طويلة من الزمن تبلغ تسعة أشهر،
لتحولات وتبدلات هرمونية في الدم يظهر تأثيرها عادة بشكل اضطرابات نفسية
وعصبية وصحية.
وتكون هذه الاضطرابات خفيفة أحيانا، وعنيفة أحيانا إلى درجة قصوى. والحامل
التي تدرك ماذا يجري عندها من تبدلات. وتعرف منشأها وسببها، تتدبر نفسها
أحسن كثيرا من التي تجهلها وتتوهمها مرضا خطيرا.
وعلى الطبيب أن يطمئن المرآة الحامل بأن هذه العوارض ليست مرضية، وإنما هي
طبيعية. كما عليه أن يعلمها بأهم الخطوات الوقائية التي يجب أن تتخذها في
ما يتعلق بصحتها ونظام عيشها ومسلكها اليومي، لكي تصل إلى ساعة الوضع عن
طريق الأمان النفسي الكامل وصفاء الذهن والفكر.
الوحام والقيء الصباحي :
الوحام هو شعور بالقيء مع دوخة بسيطة، في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل يصاحبه تقلب في مزاج المرآة. وهو يعتري نصف الحوامل تقريبا.
وتختلف أعراضه شدة ولينا بين أنثى وأخرى فإما أن يكون خفيفا، فلا تشعر به
المرآة. وإما أن يكون شديدا فيصبح القيء آنذاك متعددا ومتكاثرا فينهك
المرآة ويضعفها. وقد تزداد حالة المرآة سواء في بعض الأحيان بحيث تستعصي
على جميع العلاجات المسكنة مما يجبر الطبيب لاستخدام المصل أو حقنها
بالعقاقير أو إسعافها في المستشفى.
تظهر علامات الوحام عادة في الصباح الباكر ثم تزول بعد ذلك بساعات قليلة.
إن شعور الحامل بحملها وتحسبها لما قد ينجم عنه من أحداث، وما يترتب عليه
من مسؤوليات يرهق نفسها ويزيد في ارتباكها ويهيج جهازها العصبي إلى درجة
تصبح فيه المناظر الكريهة أو الروائح الشديدة قادرة على إثارة القيء بكل
سهولة.
لذلك فإني أشدد على وجوب معالجة الوحام الشديد بالتأثير النفسي قبل الأدوية
إذ تبين لي أن حوالي خمس وسبعين في المائة من النساء الحوامل المصابات
بعوارض الوحام حصلن على نتيجة باهرة بواسطة هذا العلاج.
كيف يعالج الوحام ؟
يعالج الوحام، بشكل عام، باللجوء إلى الأمور التالية :
1. على الحامل أن تشغل نفسها عن التفكير الدائم بالحمل بتسلية ما. كالقراءة أو زيارة الأصحاب.
2. عدم التفكير بالقيء أو الغثيان قبل حدوثه.
3. ملازمة الفراش بعد الاستيقاظ. ولاسيما بعد تناول الفطور، لمدة ربع ساعة
حتى لا تتشنج عضلات المعدة. ومن المفضل تناول فطور الصباح في السرير.
4. تجنب الزبدة والمواد الدهنية في وجبة الصباح، والاكتفاء بشيء من الطعام الخفيف، مثل العسل واللبن والأرز بحليب والبيض.
5. إبقاء المعدة مملوءة في معظم أوقات النهار، وذلك بتناول وجبات قليلة من
الطعام خلال النهار، أو بتناول شيء بسيط من البسكويت مع بعض جرعات قليلة من
الحليب أو الكاكاو أو الشاي بين الوجبة والوجبة والأخرى أي في الساعة
العاشرة قبل الظهر والساعة الرابعة بعد الظهر.
6. تناول الأطعمة الخفيفة عند الظهر، مثل شوربة الخضار والسلطة والخبز
الأسمر. أما العشاء فيكون من اللحم الأحمر الطازج أو المشوي على نار خفيفة.
مع قليل من الخضار، أو البطاطا المسلوقة أو المشوية، أو سلطة البندورة مع
الخس وقليل من المربى. وقبل النوم، بإمكان الحامل أخذ قطعة من الخبز أو
البسكويت العادي مع كوب من الحليب الفاتر، أو البارد، أو الكاكاو. وعليها
أن تعرف أن هذا البرنامج الغذائي هو مؤقت ويستعمل حتى يزول الغثيان
والوحام، وبعد ذلك يجب العودة إلى الطعام العادي.
7. وأخيرا، أنصحك عزيزتي الحامل بممارسة الرياضة البدنية والحركات الرياضية
الخفيفة والقيام بنزهات نهارية ومسائية في الحدائق العامة أو على شواطئ
البحر، وهذا كفيل بتهدئة الأعصاب وإراحة النفس وزيادة كمية الأوكسجين في
الدم.
الحوامل ينتج من جراء تجمع الغازات داخل الأمعاء بسبب الكسل فيها، فتشعر
المرآة ببطنها كأنه طبل منفوخ بالهواء، ثم إن رحم الحامل الكبير الحجم يضغط
على الأمعاء ويعرقل نشاطها فيتسبب في ركود الأطعمة وزيادة التخمر ومنع
خروج الغازات بسرعة من الأمعاء.