من المنافع العظيمة : أن الحج اجتماع عام
للمسلمين يلتقون فيه من شتى أقطار الأرض ، يكون من أسباب جمع كلمتهم ووحدة
صفهم ، وإصلاح ذات بينهم ، وتقوية أواصر المودة والإخاء فيما بينهم ، مع ما
يحصل فيه من التفقه في الدين والتعاون على مصالح الدنيا ، وقيام كل شخص
وطائفة بما يجب عليه نحو إخوانه مع الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف ،
والنهي عن المنكر ، والتواصي بالحق والصبر والمرحمة ، والتفاهم في القضايا
المهمة والحوادث المستجدة وتحصيل مارتب الله على القيام بهذه الطاعات من
الأجور العظيمة.
ومن المنافع الدنيوية : ما يصيبونه من لحوم الهدي من البدن وغيرها – مع
عبوديتهم لله فيها بذكر اسمه عليها – ، فيأكلون ويهدون ويتصدقون ، قال
تعالى : لكم فيها منافع إلى أجل مسمى .
ومن المنافع الدنيوية أيضا : ما يحصل لمن اتجر في الحج من الأرباح – غالبا –
وزيادة الفضل من الله تعالى ، وقد اتفق علماء التفسير على أن معنى قوله
تعالى : ( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ) . أنه ليس على الحاج
حرج ولا إثم إذا ابتغى فضل الله – خلال موسم الحج- بالتجارة والكرى- أي
الإجارة – ما دام ذلك لا يشغله عن شيء من نسكه ، ولا يعرضه ذلك إلى الوقوع
في شيء مما يخل بالحج ، من الرفث والفسوق والجدال ونحو ذلك .