يظل الإنسان مليئاً بزخم الحيــــاة المتعبــة ويظل
يتحمل قسوة المعانـاة التي تسلبــه كثيراً من ضحكاته وسكناتـــه، يظل
يتألـــم من مصير حياتــه، يذهب إلى الخيــال يصارع الأفكار ويتخطى الأحلام
باليقظة، يعيش في حيرة ويسعى بحثاً عن الاطمئنان !!
حتى يصل إلى نهايــــة الطريـــــق، وفجأة وبلا سابق إنذار وبدون أي
إشارات أو مؤشرات يقف الصراع ..وتظهر الحقيقــــة التي توقظ الضمير وتحدق
بالبصر وتدخل الهلع في قلب المسكين، وتدمي القلب والعقل والتفكير
صراع من جديد من أجل الحيـــــاة، والعودة إلى قسوة المعاناة وغربــــة الواقع
هذه المرة أقسى من سابقتهـــا، تدمير وتحطيم وإرهاق وتجريد لجميـــــع العواطف والمشاعر !!هاهو الصمت يسخر من تفاصيل الوفاء
لماذا كل هذا ؟؟ هل هي المعاناة من أجل الحياة ؟ أم الحياة من أجل المعانــــاة ؟ضاعت البهجة ..انكسر الخاطر ..ذابت المشاعر ..نزف الجرح ..من شدة الهجر
سقطت الكبرياء..أنهار العقل ..ووهن الجسد ..ودمت الأقدام..من بعد المكـــان
!!
ضاعت الثقة ..تمزق الفرح ..تألم القلب ..بكت العينان ..من كثــرة العـــذاب !!
عادت العاصفة ..لتعصف بكل شيء جميل، حتى الأشجار الصامــــــدة تساقطت أوراقها الصفراء، التي كانت تستمد قوتها من الأمل !!!
انهمر المطر في وقت هدأت فيه العاصفة !! وأشرقت الشمس على صفحة السماء
بأشعتها الذهبية، وأضافت إلى لوحة الصباح لمعان الصدق، حقا كانت العصافير
تغرد كل يوم بصوتها الجميل أجمل ألحان الحب !!لكن لم أصغِ لتلك الموسيقـى
سوى في ذلك الصباح المختلف فهو يصافح ابتسامة يوم جديد ..
أغتسل العذاب في ذات المكــان !!فرح القلب باللقــــاء، بالنغــــم، بالأشجـــــان !! في دهشـــة ..تلاشت المعاناة !!
هكذا أنتِ عذبةٌ كالطفولةِ ..كحبات المطر ..كخيوط الشمس .. كالــفرح
..كــإشراق أمــل جــديـــد !! تَسْتَحقّين المُعَاناةَ مِنْ أَجْلك ؟؟__________________________________